هذه صفة محمد ﷺ في القرآن، قال الله تعالى :" وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (٣) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (٤) " (سورة النجم ٣-٤). وقال عز وجل :" وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ (٢٤) " (سورة التكوير ٢٤).
(١/١١)
* وفي التوراة في سفر التثنية (٣٣/١-٢) :" جاء الرب من سيناء، وأشرق لهم من ساعير، وتلألأ من جبل فاران "
وهذا إشارة إلى ثلاث نبوات :
الأولى: نبوة موسى عليه السلام التى تلقاها على جبل سيناء.
الثانية : نبوة عيسى عليه السلام، وساعير هى قرية مجاورة لبيت المقدس، حيث تلقى عيسى عليه السلام أمر رسالته.
الثالثة: نبوة محمد ﷺ، وجبل فاران هو المكان الذى تلقى فيه عليه الصلاة والسلام النبوة وأول ما نزل عليه من الوحى، وفاران هى مكة المكرمة مولد ومنشأ ومبعث محمد ﷺ.
وقد ذكرت التوراة " مكة " باسم " فاران " في سفر التكوين (٢١ - ٢١) :
" إن إبراهيم عليه السلام استجاب لسارة بعد ولادة هاجر ابنها إسماعيل ونقلها هى وابنها فنزلت وسكنت فى برية فاران ".
فموسى عليه السلام تلقى رسالته على جبل سيناء، وعيسى تلقى الإنجيل بساعير، و " فاران " هي " مكة المكرمة "، وجبل فاران هو جبل " النور " الذى به غار حراء، الذى تلقى فيه رسول الإسلام ﷺ بَدء الوحى.
وترتيب الأحداث الثلاثة فى العبارة المذكورة : جاء من سيناء وأشرق من ساعير وتلألأ من فاران هذا الترتيب الزمنى دليل ثالث على أن " تلألأ من جبل فاران " تبشير قطعى برسول الإسلام محمد ﷺ.
وقوله :" تلألأ " وفي نسخة :" استعلن " تفيد قوة الإسلام وظهوره على سائر الأديان، كما قال عز وجل :" هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا (٢٨) ". (سورة الفتح ٢٨).
(١/١٢)

فصل



الصفحة التالية
Icon