فقد ذكر اللهُ تعالي في القرآن ميلاد عيسي عليه السلام وأنه عبدٌ لله، قال الله تعالي :" قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً " الآيات إلي قوله تعالي:" فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِنْ بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ مَشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ " (١).
فبَيَّنَ اللهُ تعالى أن النصارى اختلفوا في حقيقة عيسي عليه السلام وتفرقوا شيعاً وأحزاباً، فاليهود والنصارى داخلون في قول الله تعالي :" وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (٣١) مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (٣٢) " (٢).
* وقد بيَّن اللهُ عز وجل حقيقة عيسى عليه السلام وأنه عبد من عباد الله المُكْرَمين، خلقه الله تعالي من غير أب كما خلق آدم من غير أب ولا أم وكما خلق حواء من غير أب.
قال الله تعالي :" إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آَدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (٥٩) الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (٦٠) فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ (٦١) إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (٦٢) " سورة آل عمران (٥٩-٦٢).
* و بيَّن اللهُ عز وجل أن عيسى رسول من البشر ؛ يجوع و يأكل ويشرب، وينام، ويتألم، ويولد ويموت، وأنه ليس إلهاً ولا جزءاً من الله، وبيّن الله تعالى أن الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم أو إن عيسى ابن الله أو إن الله ثالث ثلاثة، قد كفروا بالله تعالي وبرسله عليهم الصلاة والسلام.