" وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ " فأمرهم بإكمال الصيام وإحسانه، والإكمال يتضمن معني زائدا علي الإتمام وهو الإحسان والإتقان، أي أكملوا الصيام وأحسنوه بالبعد عن المُحَرَّمات وبفعل الطاعات وبإخلاص النيات، فرب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش، وفي الحديث القدسي يقول رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : قَالَ اللَّهُ تعالى :" الصيام لي وأنا أجزي به " رواه البخاري في صحيحه ( ١٧٦١) عن أبي هريرة رضي الله عنه.
فالناس يتفاوتون في مراتب الصيام. وصيام المسلمين وحَجُّهم غير صيام النصارى الذين يأكلون ويشربون فيه ولا يراعون حرمته، ولهذا وصف الله عز وجل صيام المسلمين بالكمال وأمرهم بإكماله، لأن الله عز وجل قد أكمل لهم الدين وأتم عليهم النعمة ورضي لهم الإسلام دينا. قال الله تعالي :" الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا " ( سورة المائدة ٣ ).
وذكر العلماء أسراراً بديعة من إعجاز القرآن وبيانه في هذه الآية الكريمة فمن شاء راجعها في البرهان للزركشي (٢/٤٧٩-٤٨٢) فقد ذكر أحد عشر وجها في مناسبة ذكر العشرة الكاملة بعد قوله ثلاثة وسبعة (١).


الصفحة التالية
Icon