قد علمنا مما سبق أن كتاب ((القرآن وعالمه)) للمستعرب الشهير يفيم ريزفان له منْزلة كبيرة بين الدراسات القرآنية في روسيا. وإلى جانب الأساتذة بيوتروفسكي وبروزوروف وأكيموشكين وخسماتولين وخالدوف يُعَدُّ ريزفان من أكبر المستشرقين الروس. وقد أثنى على كتابه عدد من المستشرقين الغربيين، منهم أندرو ريبين من كندا، ومايكل كارتير من النرويج، وسيرجيو نويا نوسيدو من إيطاليا وغيرهم. وسنبين الموقف الإسلامي من الأفكار الخطيرة لهذا المستشرق في الصفحات التالية إن شاء الله، وقبل ذلك نلقي الضوء على بعض المناهج التي استعملها ريزفان لإثبات فرضياته ونظرياته.
ويتضح للباحث المنصف أن آراء المستشرق الروسي في أكثر الأحيان تختلف عن معتقدات المسلمين مما جعل هدفه الأساس التشكيك في كتب العلماء المسلمين تحت مزاعم البرهنة العلمية. ولأجل الوصول لهذا الهدف قام ريزفان بحل عدد من المسائل، منها: إنشاء منهج علمي ليضع المصادر الإسلامية التاريخية والشرعية موضع الشك.
ومنها: ترتيب سور القرآن على أساس الدراسات الاستشراقية وبناء على التحليل السياقي Contextual analysis لمفردات القرآن، لا على أساس الروايات الواردة في كتب الحديث.
ومنها: استحضار العالم الواقعي للمجتمع الإسلامي في عصر النبي صلى الله عليه وسلم، والتعمق في عالم اعتقادات العرب كعقائد الحنفاء وغيرهم، عن طريق دراسة خصائص لغة القرآن الكريم.
ومنها: تحديد أهمية الجوانب المختلفة لحياة المجتمع العربي في القرن السابع الميلادي عن طريق مقارنة استخدام المصطلحات اللغوية في القرآن الكريم وشعر الجاهلية.
ومنها: دراسة الاتصالات الثقافية لأهل مكة في عهد النبي ﷺ وتحديد طرق دخول الأفكار والمفاهيم إلى مجتمعهم ليفرق بين الصفات التي كانت مكتسباً روحياً لمحمد ﷺ والصفات المقتبسة من الحضارات الأخرى؛


الصفحة التالية
Icon