وكان الكتاب المذكور نتاج جهود خمسة عشر عاماً من دراسة يفيم ريزفان لنصوص القرآن والمصادر الإسلامية والاستشراقية، وسبق ظهوره العديد من مقالاته التي تختص بالعلوم القرآنية المختلفة. ويحتوي هذا الكتاب المطبوع _ الذي يقع في أكثر من ٦٠٠ صفحة _ على أكثر من مائة صورة بعضها ملونة وبعضها غير ملونة، وملحقاً فيه فهرس لموضوعات القرآن أعده توفيق إبراهيم ويفريموفا. وبعض نسخ هذا الكتاب أضيفت إليها أسطوانة ليزر بسورة الفاتحة المرتلة بقراءات مختلفة.
وقد رتب المؤلف كتابه على مقدمة وتمهيد وثلاثة فصول وملحقات.
أما الفصل الأول فهو تحت اسم ((جزيرة العرب، والقرآن، ومحمد)) فقد استعرض فيه المؤلف نظرته حول المجتمع العربي، والأحداث السياسية والاجتماعية التى جرت فى القرن السابع الميلادي فى جزيرة العرب؛ حيث عاش النبى ﷺ ونزل عليه القرآن الكريم، كما يبين فيه موقفه من كتاب الله ومن الوحي والنبوة.
أما الباب الأول من الفصل الأول فقد قام فيه ريزفان بتحليل المفردات اللغوية، والقواعد النحوية في القرآن، واستعراض تاريخي لتصورات المستشرقين الأوروبيين حول هذه المسألة. ويدعي الكاتب أن القرآن هو تأليف غير واعٍ لمحمد عليه الصلاة والسلام، ويلفت الانتباه إلى الكلمات الدخيلة في القرآن، وتطور معاني بعض المفردات حسب ظهور الآيات الجديدة. وفي الختام يلاحظ المؤلف أن اللغة العربية تأثَّرت بتعاليم النبي ﷺ وخرجت خارج حدود الجزيرة العربية، وكوَّنت نظاماً جديداً للكتابة على مساحات واسعة، وأن القرآن الكريم لا يزال يؤثر في مختلف جوانب الحياة، من التقاليد إلى الثقافة، سواء داخل المجتمع الاسلامى أم خارجه.


الصفحة التالية
Icon