وقد اتفق المسلمون على أن القرآن نزل على سبعة أحرف، وهذا من أسباب – بل هو سبب رئيسي للخلاف الذي وقع بين مصاحف الصحابة وقراءات القراء. ولكن ريزفان لم يعر هذه المسألة أدنى اهتمام وذلك من أفحش أخطائه. وإذا تحدث المستعرب عن الروايات يبدو أنه لا يفرق بينها وبين الأحرف السبعة.
أما الأحاديث الواردة في نزول القرآن الكريم على سبعة أحرف فهي كثيرة، ونكتفي بذكر بعضها. فعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله قال: أقرأني جبريل على حرف فراجعته، فلم أزل أستزيده ويزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف(١).
وعن ابن شهاب الزهري قال: أخبرني عروة بن الزبير أن المسور بن مخرمة وعبدالرحمن بن عبدٍ القارى أخبراه أنهما سمعا عمر بن الخطاب يقول: سمعت هشام بن حكيم يقرأ سورة الفرقان في حياة رسول الله فاستمعت لقراءته، فإذا هو يقرأ على حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول الله فكدت أساوره في الصلاة، فصبرت حتى سلم فلببته بردائه فقلت مَن أقرأك هذه السورة التي سمعتك تقرأ؟ قال: أقرأنيها رسول الله، قلت كذبت فإن رسول الله أقرأنيها على غير ما قرأت، فانطلقت به أقوده إلى رسول الله فقلت إني سمعت هذا يقرأ بسورة الفرقان على حروف لم تقرئنيها، فقال رسول الله أرسله اقرأ ياهشام فقرأ عليه القراءة التي سمعته يقرأ فقال رسول الله: كذلك أنزلت، ثم قال اقرأ ياعمر فقرأت القراءة التي أقرأني فقال رسول الله: كذلك أنزلت إن القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرؤوا ما تيسر منه(٢).

(١) أخرجه البخاري برقم ٣٢١٩، ومسلم برقم ٨١٩.
(٢) أخرجه البخاري برقم ٢٤١٩، ومسلم برقم ٨١٨.


الصفحة التالية
Icon