تَوَلَّى عمرُ بن الخطاب الخلافة بعد وفاة أبي بكرٍ الصديق ؟، وامتدّت خلافته عشر سنين، اتسعت فيها بلاد المسلمين، ودان الشرق والغرب لحكمهم، ولَمّا طُعِن عمر بن الخطاب ؟ سنة ثلاث وعشرين من الهجرة النبوية، وأيقن بدنو الأجل، جعل أمر المسلمين شورى بين ستةٍ من الصحابة، هم: عثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، وطلحة بن عبيد الله، والزبير بن العوام، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقّاص، وانتهى أمر الشورى بين هؤلاء الستة إلى اختيار عثمان ؟، فتَوَلَّى عثمان بن عفان ؟ خلافة المسلمين في الأيام الأخيرة من سنة ثلاثٍ وعشرين من الهجرة النبوية(١)
وحدثت في زمنه ؟ أحداثٌ أدّت إلى التفكير في جمع القرآن مرة ثانية، وإرسال نسخٍ منه إلى الأمصار، وكانت أهم أسباب هذا الجمع:
١ - اتساع بلاد المسلمين وتفرق الصحابة فيها
كانت رقعة بلاد المسلمين قد اتسعت في أيام عمر بن الخطاب ؟، حتى وصلت إلى بلاد ما وراء النهر شرقًا، وإلى طرابُلُس غربًا.
وامتدت الفتوحات التي ابتدأها عمر بن الخطاب في أيام عثمان بن عفان، فاستمرت طيلة فترة خلافته، تفتح بلادًا جديدة، وتوطِّد للمسلمين فيما فتح من قبل من البلدان.(٢)
وباتساع دولة الإسلام كثُر المسلمون، وتفرق الصحابة في الأمصار، يدعون إلى الله، ويعلِّمون العلم، ويُقرِئون القرآن.
وكان الناس يقرؤون كما عُلِّموا، فأهل الشام يقرؤون بقراءة أبي بن كعب، وأهل الكوفة يقرؤون بقراءة عبد الله بن مسعود، وأهل البصرة يقرؤون بقراءة أبي موسى الأشعري، وهكذا.(٣)
فعن حذيفة قال: أهل البصرة يقرؤون قراءة أبي موسى، وأهل الكوفة يقرؤون قراءة عبد الله.(٤)


الصفحة التالية
Icon