٣ - وقوله تعالى: } فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ ﴿،(٢٦) بفتح العين والميم، فقد قرأ حمزة والكسائي وخلف وشعبة: ﴾ فِي عُمُدٍ مُمَدَّدَةٍ ﴿، بضم العين والميم.(٢٧)
ب- ما لا يحتمله الرسم الواحد، كالكلمات التي تضمنت قراءتين أو أكثر، ولم تنسخ في العرضة الأخيرة، ورسمُها على صورة واحدة لا يكون محتملاً لما فيها من أوجه القراء، فمثل هذه الكلمات ترسم في بعض المصاحف على صورة تدل على قراءة، وفي بعضها برسم آخر يدل على القراءة الأخرى.(٢٨)
ولم يكتب الصحابة تلك الكلمات برسمين أحدهما في الأصل والآخر في الحاشية؛ لئلا يُتَوَهَّم أن الثاني تصحيحٌ للأول، وأن الأول خطأ، وكذلك لأن جعل إحدى القراءات في الأصل والقراءات الأخرى في الحاشية تحكُّمٌ، وترجيحٌ بلا مرجِّح؛ إذ إنَّهم تلقَّوْا جميع تلك الأوجه عن النَّبِيّ ؟، وليست إحداها بأولى من غيرها.(٢٩)
ومن الأمثلة على ذلك:
١ - قوله تعالى: ﴾
وقالوا اتخذ الله ولدًا ﴿،(٣٠) فقد قرأها عبد الله بن عامرٍ الشامي: ﴾ قالوا اتخذ الله ولدًا ﴿ بغير واو. وهي كذلك في مصاحف أهل الشام.(٣١)
٢ - قوله ؟: ﴾
وَوَصَّى بِها إِبْرَاهِيمُ ﴿،(٣٢) فقد قرأها أبو جعفرٍ، ونافعٌ، وابن عامرٍ: ﴾ وَأَوْصَى بِها إِبْرَاهِيمُ ﴿ من الإيصاء. وقد رسمت في مصاحف أهل المدينة والشام بإثبات ألف بين الواوين. قال أبو عبيد: وكذلك رأيتها في الإمام مصحف عثمان ؟، ورسمت في بقية المصاحف بواوين قبل الصاد، من غير ألفٍ بينهما.(٣٣)
٣ - وقوله تعالى: ﴾
وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ ﴿،(٣٤) فقد قرأها عبد الله بن كثير المكي: ﴾ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ {، بزيادة ( مِنْ) قبل (تَحْتِهَا). وهي كذلك في المصحف المكي، وفي بقية المصاحف بحذفها.(٣٥)


الصفحة التالية
Icon