١. إقرار النَّبِيّ ؟ هذه الكتبة، فقد كان للنَّبِيّ ؟ كُتَّاب يكتبون الوحي، وقد كتبوا القرآن على هذا الرسم بين يديه ؟، وأقرهم على تلك الكتابة، ومضى عهده ؟ والقرآن على هذه الكتبة، لم يحدث فيه تغيير ولا تبديل.
٢. ما ورد من أن النَّبِيّ ؟ كان يوقف كُتَّابه على قواعد رسم القرآن، ويوجههم في رسم القرآن وكتابته.
أ- فعن معاوية أنه كان يكتب بين يدي النَّبِيّ ؟، فقال له: أَلِق الدواةَ،(١) وحرِّف القلمَ، وأقِم الباء، وفرِّق السينَ، ولا تعوِّر الميم، وحسِّن (الله)، ومدّ (الرحمن)، وجوِّد (الرحيم).(٢)
ب- وعن أنس ؟ أن النَّبِيّ ؟ قال: إذا كتب أحدكم (بسم الله الرحمن الرحيم)، فليمدَّ الرحمن.(٣)
٣. إجماع الصحابة على ما رسمه عثمان في المصاحف، وعلى منع ما سواه.
٤. إجماع الأمة المعصوم من الخطأ بعد ذلك في عهد التابعين والأئمة المجتهدين على تلقِّي ما نُقِل في المصاحف العثمانية التي أرسلها إلى الأمصار بالقبول، وعلى ترك ما سوى ذلك.(٤)
فهذا إجماعٌ من الأمة على ما تضمنته هذه المصاحف، وعلى ترك ما خالفها من زيادة ونقص، وإبدال كلمةٍ بأخرى، أو حرف بآخر.
ولذلك جعل الأئمة موافقة الرسم العثماني ولو احتمالاً شرطًا لقبول القراءة، فقالوا: كل قراءة ساعدها خط المصحف، مع صحة النقل، ومجيئها على الفصيح من لغة العرب، فهي المعتبرة.(٥)
ومِمَّن حكى إجماع الأمة على ما كتب عثمان ؟ الإمام أبو عمرو الداني، وروى بإسناده عن مصعب بن سعد قال: أدركت الناس حين شقَّق عثمان ؟ المصاحف، فأعجبهم ذلك، أو قال: لم يعِبْ ذلك أحدٌ.(٦)
وقال القاضي عياض: أجمع المسلمون على أن من نقص حرفًا قاصدًا لذلك، أو بدله بحرفٍ مكانه، أو زاد فيه حرفًا مِمَّا لم يشتمل عليه المصحف الذي وقع عليه الإجماع، وأُجمع على أنه ليس من القرآن -عامدًا لكل هذا، فهو كافر.(٧)


الصفحة التالية
Icon