خامسًا: أن قول ابن مسعود: وَلَقَدْ عَلِمَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ ؟ أَنِّي أَعْلَمُهُمْ بِكِتَابِ اللهِ، وَلَوْ أَعْلَمُ أَنَّ أَحَدًا أَعْلَمُ مِنِّي لَرَحَلْتُ إِلَيْهِ. ليس قطعًا على أنه ليس فيهم من هو أعلم منه بكتاب الله، وإنما هو اعتقاد ابن مسعود، وهو غير معصوم في هذا الاعتقاد.(١٠)
(١) سورة آل عمران، من الآية ١٦١.
(٢) رواه مسلم في صحيحه، كتاب فضائل الصحابة، بَاب مِنْ فَضَائِلِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ (١٦/١٦) ح ٢٤٦٢، وابن أبي داود في كتاب المصاحف باب كراهية عبد الله بن مسعود ذلك ص ٢٣.
(٣) مناهل العرفان (١/٢٨٣).
(٤) انظر مناهل العرفان (١/٢٨٣).
(٥) رواه البخاري في صحيحه كتاب المغازي باب بعث النَّبِيّ ؟ أسامة إلى الحرقات (٧/٥٩٠) ح ٤٢٧١.
(٦) رواه البخاري في صحيحه، كتاب فضائل الصحابة باب مناقب زيد بن حارثة (٧/١٠٨-١٠٩) ح ٣٧٣٠.
(٧) تاريخ الطبري (٢/٢٤٦)، وانظر فتح الباري (٧/٧٥٩).
(٨) نكت الانتصار لنقل القرآن ص ٣٦٤.
(٩) انظر المبحث السابق، ومناهل العرفان (١/٢٨٤).
(١٠) نكت الانتصار لنقل القرآن ص ٣٦٤.
تابع المبحث الثاني: رد الشبهات التي أثيرت حول الجمع العثماني
الشبهة الثانية: الفاتحة والمعوذتان عند ابن مسعود ؟.
طعن بعض الطاعنين على جمع القرآن بأن عبد الله بن مسعود ؟ أنكر أن المعوذتين من القرآن، وكان يَمحوهما من المصحف، وأنه لم يكتب فاتحة الكتاب في مصحفه، وزعموا أن في ذلك قدحًا في تواتر القرآن.(١)
وقد ثبت أن عبد الله بن مسعودٍ ؟ كان لا يكتب المعوذتين في مصحفه، وروي عنه أنه كان لا يكتب فاتحة الكتاب كذلك.