(٢٥) رواه أحمد في مسنده، مسند الأنصار (٦/١٣١) ح ٢٠٥٨١.
(٢٦) انظر الإتقان في علوم القرآن (٢/٢٧٢).
تابع المبحث الثاني: رد الشبهات التي أثيرت حول الجمع العثماني
الشبهة السادسة: دعوى الخطأ على الكُتَّاب في المصاحف العثمانية
ادَّعى بعض الطاعنين على نقل القرآن الكريم أن هذا النقل قد حصل فيه خطأ من الكُتَّاب والقراء عند كتب المصاحف العثمانية، وتعلَّقوا في ذلك بآثارٍ رويت عن بعض الصحابة في ذلك، منها:
١. عن عروة بن الزبير أنه سأل(١) عائشة عن قوله تعالى: } وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاَةَ ﴿،(٢) وعن قوله: ﴾ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ ﴿،(٣) وعن قوله: ﴾ إنَّ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ ﴿،(٤) فقالت: يا ابن أختي، هذا عمل الكُتَّاب، أخطؤوا في الكتاب.(٥)
٢. عن أَبي عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ أنَّه دَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ فَقَالَ: جِئْتُ أَنْ أَسْأَلَكِ عَنْ آيَةٍ فِي كِتَابِ اللهِ ؟ كَيْفَ كَانَ رَسُولُ اللهِ ؟ يَقْرَؤُهَا. فَقَالَتْ: أَيَّةُ آيَةٍ؟ فَقَالَ: ﴾ الَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا ءَاتَوْا ﴿،(٦) أَوِ (الَّذِينَ يَأْتُونَ مَا أَتَوْا)؟ فَقَالَتْ: أَيَّتُهُمَا أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: قُلْتُ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لإِحْدَاهُمَا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا جَمِيعًا، أَوِ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا. قَالَتْ: أَيَّتُهُمَا؟ قُلْتُ: (الَّذِينَ يَأْتُونَ مَا أَتَوْا). قَالَتْ: أَشْهَدُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ ؟ كَذَلِكَ كَانَ يَقْرَؤُهَا، وَكَذَلِكَ أُنْزِلَتْ. أَوْ قَالَتْ: أَشْهَدُ لَكَذَلِكَ أُنْزِلَتْ، وَكَذَلِكَ كَانَ رَسُولُ اللهِ ؟ يَقْرَؤُهَا، وَلَكِنَّ الْهِجَاءَ حُرِّفَ.(٧)
٣. عن ابن عباس أنه كان يقرأ: ﴾ لاَ تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا {،(٨) قال: وإنَّما (تستأنسوا) وهم من الكُتَّاب.(٩)