وقد خفي على كثير من المسلمين في العصور المتأخرة، كثيرٌ من أوجه عناية المسلمين الأوائل بنقل القرآن، حتى صار البعض يشكك في تواتر بعض أوجه القراءة، من الهيئات وينكر وجوب أخذ القرآن مجودًا كما نزل، فدعاني هذا وغيره من الأسباب التي سأوضحها بعد إلى اتخاذ جمع القرآن موضوعًا لأطروحة استكمال متطلبات درجة التخصص ـ الماجستير، فأرجو الله أن أكون موفقًا في عملي هذا، وأن أكون قد جلوت الغبار عن صفحات ناصعة من عناية السلف بنقل القرآن.
(١) الآية ٩ من سورة الحجر.
(٢) الآيات من ١٧-١٩ من سورة القيامة.
أسباب اختيار البحث
كان وراء اختياري موضوع (جمع القرآن) في بحث الماجستير أسباب كثيرة، منها:
أن القرآن هو الأصل الأول عند المسلمين في تلقي أحكام الشرع، وقد توجهت عناية علماء المسلمين على مر التاريخ إلى الاهتمام بنقله على أدق الأوجه، ودفع الشبهات عنه.
خفاء الكثير من أوجه عناية النَّبِيّ ؟، والصحابة فمن بعدهم بنقل القرآن، وبذلهم غاية الجهد في نقله نقلاً صحيحًا دقيقًا متقنًا.
ما أثاره أعداء الإسلام من الشبهات حول جمع القرآن في مراحله المختلفة، بدءًا من عصر النبوة، إلى وقتنا هذا.
تشكيك بعض المتأخرين في نقل هيئات القراءة (١) ووجوب التزام أحكام التجويد.
الدعوات التي ظهرت قرنًا بعد قرن تدعو إلى كتابة القرآن الكريم على الرسم الإملائي، وتطعن في الرسم العثماني المجمع عليه.
وهذا البحث يبرز عناية المسلمين بحفظ القرآن من عهد النبوة إلى الآن، ويؤكد أن نقل القرآن حظي بأقصى درجات العناية من المسلمين، ويرد على شبهات الطاعنين من أعداء الإسلام على نقل القرآن...
-------------
(١) المقصود بذلك أحكام التجويد من المد والقصر والإدغام والإظهار والإخفاء، وما إلى ذلك...
خطة البحث
وقد قسمت البحث إلى مقدمة وتَمهيد وخمسة أبواب وخاتمة:

مقدمة

ذكرت فيها أسباب اختيار الموضوع، وخطة البحث، والمنهج المتبع فيه.
تمهيد


الصفحة التالية
Icon