كان تعويل الصحابة ؟ في قراءة القرآن، ثم في جمعه بعد زمن النبي ؟ على تلك العرضة الأخيرة؛ لأن ما لم يثبت فيها من أوجه القراءة فقد نسخ، وما ثبت فيها فهو القرآن المُتَعَبَّد بتلاوته إلى يوم القيامة.
ولا شك أن النبي ؟ كان يخبر أصحابه بِما يطرأ على آيات الكتاب من النسخ، وبِما يُحتاج إلى معرفته من معاني الكتاب التي تعلمها من جبريل ؟.
وقد ورد من الروايات ما يدل على أن من الصحابة ؟ من حضر تلك العرضة كزيد بن ثابت، وعبد الله بن مسعود وغيرهم ؟.
قال أبو عبد الرحمن السلمي:(٢٤) قرأ زيد بن ثابتً على رَسُول اللهِ ؟ في العام الذي توفَّاه الله فيه مرتين، وإنَّما سمِّيَت هذه القراءة قراءة زيد بن ثابت؛ لأنه كتبها لرَسُول اللهِ ؟، وقرأها عليه وشهد العرضة الأخيرة، وكان يقرئ الناس بِها حتى مات، ولذلك اعتمده أبو بكر وعمر في جمعه، وولاه عثمان كتبة المصاحف.(٢٥)
وَعَنْ أَبِي ظَبْيَانَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: أَيُّ الْقِرَاءتَيْنِ تَعُدُّونَ أَوَّلَ؟ قَالُوا: قِرَاءةَ عَبْدِ اللهِ. قَالَ: لا بَلْ هِيَ الآخِرَةُ، كَانَ يُعْرَضُ الْقُرْآنُ عَلَى رَسُولِ اللهِ ؟ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً، فَلَمَّا كَانَ الْعَامُ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ عُرِضَ عَلَيْهِ مَرَّتَيْنِ، فَشَهِدَهُ عَبْدُ اللهِ فَعَلِمَ مَا نُسِخَ مِنْهُ وَمَا بُدِّلَ.(٢٦)
وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ ؟ يَعْرِضُ الْقُرْآنَ عَلَى جِبْرِيلَ فِي كُلِّ سَنَةٍ مَرَّةً، فَلَمَّا كَانَتِ السَّنَةُ الَّتِي قُبِضَ فِيهَا عَرَضَهُ عَلَيْهِ مَرَّتَيْنِ، فَكَانَتْ قِرَاءةُ عَبْدِ اللهِ آخِرَ الْقِرَاءةِ.(٢٧)
وَعَنْ عَبِيدَةَ السَّلْمَانِيِّ(٢٨) أنه قال: القراءة التي عُرِضَت على رسول الله ؟ في العام الذي قبض فيه - هذا القراءة التي يقرأها الناس.(٢٩) يعني بذلك قراءة زيد بن ثابت ؟.