وقد نثر هذه الألفية مصطفى بن حنفي بن حسن الذهبي المصري (١٢٨٠ه‍) في رسالة "تفسير غريب القرآن العظيم" التي أتمها في غرة ربيع الأول سنة ١٢٧١ه‍وطبعت في مطبعة السيد محمد شعراوي في ٢٩ صفحة. وسار فيها على ترتيب الألفية، غير أنه اختصرها فحذف بعض ما أوردت من ألفاظه، وبعض ما قالت في التفسيرات.. ولا قيمة تذكر لهذه الرسالة.
وأما ابن الهائم المصري فاعتمد صراحة على كتاب محمد بن عزيز السجستاني، ولكنه هذبه ورتبه واختصره قليلا وزاد عليه، قال في مقدمته: "من أنفس ما صنف في تفسير غريب القرآن مصنف الإمام أبي بكر محمد بن عزيز المنسوب إلى سجستان، إلا أنه يحوج المستغرب لكلمات سورة إلى كشف حروف وأوراق كثيرة، لاسيما في السور الطوال... فرأيت أن أجمع ما تفرق من غريب كل سورة فيما هو كالمفصل، مع زيادة أشياء في بعض المواضع على الأصل، لتسهل مطالعته وتتم فائدته، فشرعت فيه متوخياً للتسهيل، مجتنباً للإكثار والتطويل... حريصاً على أن آتي بعبارته في الأكثر، وألا أخل منه بشيء إلا ما تكرر. والمزيد [ أي الذي زاده هو ] وإن ارتبط بالأصل في العبارة، فكيفيه للتمييز بينهما زاي ودارة. وهذا الكتاب قريب الشبه بكتاب المارديني في ترتيبهما وفقاً للسور واختصارهما، وقلة تعرضهما للشواهد وإيرادها لأسماء المفسرين واللغويين، وغلبة الناحية اللغوية ولكنه يختلف عنه في ظهور الزاي والدارة إشارة إلى زياداته عما في كتاب العزيز، وفي كونه أقل اختصاراً من سابقه، حتى رفع في ٧٦ ورقة من الحجم الكبير، وفي ميله إلى إيراد أكثر معاني اللفظ الذي يفسره، سواء ارتبطت هذه المعاني بالآية التي وقع فيها اللفظ أو لم ترتبط.
وفي العصر الحديث أصدر المحامي أبو رزق عبدالرؤوف المصري " معجم القرآن " في مجلدين : وهو أقرب إلى دوائر المعارف الصغيرة، مرتب على الألفباء، ويشتمل على اللغة والاجتماع والفلسفة، والأديان والأعلام.


الصفحة التالية
Icon