وتتوالى الألفاظ في القائمة على هذا النحو : التفسير مجرداً عن كل شيء آخر (١). ولكن هذا لم يكن ديدن ابن عباس في كل تفسيراته، لأن محاورته مع نافع بن الأزرق الحنفي (٦٥/٦٨٥) تكشف عن اهتمام شديد بالشواهد الشعرية (الإعجاز البياني للقرآن ومسائل ابن الأزرق للدكتورة عائشة عبد الرحمن ) ويؤيد ذلك قوله : إذا سألتموني عن غريب القرآن فالتمسوه في الشعر، فإن الشعر ديوان العرب (٢).
ونسب بعض المؤرخين كتاباً في الغريب إلى أبي الحسين زيد بن علي العلوي (٧٩-١٢٢/٦٩٨-٧٤٠)، وإلى أبي جعفر يزيد بن القعقاع (١٣٢/٧٥٠) ولكني لم أعثر على أثر لهما فيما طالعت من كتب.
ونشرع في الخروج من العتمة إلى شيء من نور الوضوح مع الرجل الآتين وهو أبو سعيد أبان بن تغلب بن رباح البكري (١٤١/٧٥٨) فقد أجمع من أرخوا له على أن له كتاباً في غريب القرآن. وقد وصف ياقوت كتابه فقال :" ذكر شواهد من الشعر فجاء فيما بعد عبد الرحمن بن محمد الأزدي الكوفي، فجمع من كتاب أبان، ومحمد السائب، وأبي روق عطية بن الحارث، فجعله كتاباً فيما اختلفوا فيه وما اتفقوا عليه فتارة يجيء كتاب أبان مفرداً وتارة يجيء مشتركاً، على ما عمله عبد الرحمن " (٣).
ويدلنا هذا القول على أن أبا النضر محمد بن السائب الكلبي (١٤٦/٧٦٣) ربما ألف كتاباً في الغريب، وإن كان من ترجموا له نسبوا إليه تفسيراً كما يدلنا على أن أبا روق كان له إسهامه في الغريب.
ونسب العلماء كتباً في الغريب إلى أبي الحسن علي بن حمزة الكسائي (١٨٩/٨٠٥) وأبي فيد مؤرج بن عمر السدوسي (١٩٥/٨١٠) من أهل القرن الثاني.
كما نسبوا كتباً إلى الآتية أسماؤهم ممن توفوا في القرن الثالث وهم:
- أبو محمد يحيى بن المبارك اليزيدي (١٣٨-٢٠٢/٧٥٥-٨١٨).
- أبو الحسن النضر بن شميل (١٢٢-٢٠٣/٧٤٠-٨١٩).
- أبو عبيدة معمر بن المثنى (١١٠-٢٠٩/٧٢٨-٨٢٤).

(١) الإتقان ٢/٦-٥٤
(٢) الإتقان ٢/٥٥
(٣) عجم الأدباء ١/١٠٨.


الصفحة التالية
Icon