تعد الكشافات من أهم أدوات الاسترجاع سواء اليدوي أو الآلي، وتزداد الكشافات أهمية كلما كانت النصوص المكشفة مهمة، ويُحتاج الرجوع إليها بشكل دائم ومستمر. ولعل نصوص القرآن الكريم من أهم وأكثر النصوص استخداما عند المسلمين، حيث يحتاج المسلم، وغيره من الباحثين، والعلماء، وطلبة العلم الرجوع إلى آيات القرآن الكريم، والاستشهاد بها في قضية من القضايا. علاوة على ذلك، فقد يحتاج الباحث تخريج واسترجاع بعض آيات من القرآن في موضوع ما. ولقد أحس بهذه الحاجة الملحة بعض علماء الإسلام خصوص لما قّل عدد حفاظ كتاب الله الكريم، وصعب معه تحديد أماكن آيات القرآن. ومع هذه الحاجة بدأت تظهر كشافات آيات القرآن الكريم، وكان ذلك في منتصف القرن الحادي عشر الهجري على يد العالم التركي محمود الورداري (كان حيا حتى عام ١٠٥٤ هـ) في كتابه المعروف ب"ترتيب زيبا". وهذا لا يعني أنه لم تكن هناك أدوات ترشد لبعض ألفاظ القرآن الكريم، فكتب غريب القرآن وكتب الوجوه والنظائر شاهد على ذلك، وهي إرهاصات لظهور كشافات القرآن الكريم فيما بعد.
وبعد ترتيب زيبا بدأت تظهر كشافات القرآن تباعا، واختلفت المناهج وطرق الترتيب لهذه الكشافات. ولقد لقي تكشيف الآيات القرآنية، وترتيب آياته بغير الطريقة المعهودة -الترتيب حسب سور المصحف المعروف - في بداية الأمر اعتراضا من بعض علماء الإسلام على هذه النوعية من الترتيب، وثار جدل بين بعضهم عن مشروعية مثل هذا العمل إلى أن استقر الأمر في نهايته على شرعيته، وأن ليس ثم حرج في ترتيب آيات القرآن بغير الترتيب المعهود؛ من أجل الإفادة في تحديد أماكن آيات القرآن الكريم.
١-١ مشكلة الدراسة