قوله تعالى :﴿ يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا ﴾ الآيتين أخرج البخاري وغيره عن طريق ابن جريح عن ابن أبي ملكية : أن عبد الله بن الزبير أخبره أنه قدم ركب من بني تميم على رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال أبو بكر : أمر القعقاع بن معبد وقال : بل أمر الأقرع بن حابس فقال أبو بكر : ما أرادت إلا خلافي وقال عمر : ما أردت خلافك فتماريا حتى ارتفعت أصواتهم فنزل في ذلك قوله تعالى ﴿ يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله ﴾ إلى قوله ﴿ ولو أنهم صبروا ﴾ ( ك ) وأخرج ابن منذر عن الحسن : أن ناسا ذبحوا قبل رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم النحر فأمرهم أن يعيدوا ذبحا فأنزل الله ﴿ يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله ﴾ أخرج ابن أبي الدنيا في كتاب الاضاحي بلفظ : ذبح رجل قبل الصلاة فنزلت
وأخرج الطبراني في الأوسط عن عائشة : أن ناسا كانوا يتقدموا الظهر فيصومون قبل رسول الله صلى الله عليه و سلم فأنزل الله ﴿ يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله ﴾
( ك ) وأخرج ابن جرير عن قتادة قال : ذكر لنا أن ناسا كانوا لو أنزل في كذا فأنزل الله ﴿ لا تقدموا بين يدي الله ورسوله ﴾
وأخرج عنه قال : كانوا يجهرون له في الكلام ويرفعون أصواتهم فأنزل الله ﴿ لا ترفعوا أصواتكم ﴾ الآية
( ك ) وأخرج أيضا عن محمد بن ثابت بن قيس بن شماس [ قال : لما نزلت هذه الآية ﴿ لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ﴾ قعد ثابت بن قيس في الطريق يبكي فمر به عاصم بن عدي ين العجلان فقال : ما يبكيك ؟ قال : هذه الآية أتخوف أن تكون نزلت في وأنا صيت رفيع الصوت فرفع عاصم ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فدعا به فقال : أما ترضى أن تعيش حميدا وتقتل شهيدا وتدخل الجنة ؟ قال : رضيت ولا أرفع صوتي أبدا على صوت رسول الله صلى الله عليه و سلم ] فأنزل الله ﴿ إن الذين يغضون أصواتهم ﴾ الآية
قوله تعالى :﴿ إن الذين ينادونك ﴾ الآيتين أخرج الطبراني و أبو يعلى بسند حسن عن زيد بن أرقم قال : جاء ناس من العرب إلى حجر النبي صلى الله عليه و سلم فجعلوا ينادون يا محمد : يا محمد فأنزل الله ﴿ إن الذين ينادونك من وراء الحجرات ﴾ الآية
( ك ) وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة [ أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال : يا محمد إن مدحي زين وإن شتمي شين فقال النبي صلى الله عليه و سلم : ذاك هو الله ] فنزلت ﴿ إن الذين ينادونك ﴾ الآية مرسل له شواهد مرفوعة من حديث البراء وغيره عن الترمذي بدون نزول الآية ( ك ) وأخرج ابن جرير نحوه عن الحسن
( ك ) وأخرج أحمد بسند صحيح عن الأقران بن حابس : أنه نادى رسول الله صلى الله عليه و سلم من وراء الحجرات فلم يجبه فقال : يا محمد إن حمدي لزين وإن ذمي لشبن فقال ذلك الله
( ك ) أخرج ابن جرير وغيره عن الأقراع أيضا : أنه أتى النبي صلى الله عليه و سلم فقال : يا محمد اخرج إلينا فنزلت
قوله تعالى :﴿ يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق ﴾ أخرج أحمد وغيره بسند جيد عن الحرث بن ضرار الخزامي [ قال : قدمت على رسول الله صلى الله علية وسلم فدعاني إلى الإسلام فأقررت به ودخلت فيه ودعاني إلى الزكاة فمن استجاب لي جمعت زكاته فترسل إلى لإبان كذا وكذا ليأتيك ما جمعت من الزكاة فلما جمع الحرث الزكاة وبلغ الإيان احتبس الرسول فلم يأته فظن الحرث أنه قد سخطة فدعا سروات قومه فقال لهم ليقبض ما عندي من الزكاة وليس من رسول الله صلى الله عليه و سلم الخلف ولا أدري حبس رسوله إلا من سخطة فانطلقوا فنأتي رسول الله صلى الله عليه و سلم وبعث رسول اله صلى الله عليه و سلم الوليد بن عقب ليقبض ما كان عنده فلما سار الوليد فرق فرجع فقال : إن الحرث منعني من الزكاة وأراد قتلي : فضرب رسول الله صلى الله عليه و سلم البعث إلي الحرث فأقبل الحرث بأصحابه إذا استقبل البعث فقال لهم : إلى أين بعثتم ؟ قالوا : إليك قال : ولم قالوا : رسول الله صلى الله عليه و سلم بعث إليك الوليد بن عقبة فزعم أنك منعته الزكاة وأردت أن تقتله قال : لا والذي يعث محمد بالحق ما رأيته ولا أتاني فلما دخل على الرسول الله صلى الله عليه و سلم قال : منعت الزكاة وأردت قتل رسولي قال لا والذي بعثك بالحق ] فنزلت ﴿ يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ ﴾ إلى قوله ﴿ والله عليم حكيم ﴾ رجال إسناده تقات وروى الطبراني نحوه من طريق من حديث جابر بن عبد الله و علقمة بن ناجية وأم سلمة وابن جرير نحوه من طريق العوفي عن ابن عباس ومن طرق أخرى مرسلة
قوله تعالى :﴿ وإن طائفتان ﴾ الآية أخرج الشيخان عن أنس أن النبي صلى الله عليه و سلم ركب حمارا وانطلق إلى عبد الله بن أبي فقال : إليك عني فوا الله لقد آذاني نتن حمارك فقال رجل من الأنصار : والله لحماره أطيب ريحا منك فغضب لعبد الله رجل من قومه وغضب لكل واحد منها أصحابه فكف بينهم الضرب بالجريد والأيدي والنعال فنزل ﴿ وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما ﴾ الآية
( ك ) وأخرج سعيد بن منصور و ابن جرير عن أبي مالك قال : تلاحى رجلان من المسلمين فغضب قوم هذا لهذا وهذا لهذا فاقتتلوا بالأيدي والنعال وأنزل الله ﴿ وإن طائفتان ﴾ الآية
وأخرج ابن جرير و ابن أبي حاتم عن السدي قال كان رجل من الأنصار يقال له عمران تحبه امرأة يقال لها أم زيد وأن المرأة أرادت أن تزور أهلها فحبسها زوجها في عليه له وأن المرأة بعثت إلى أهلها فجاء قومها وأنزلها ليطلقوا بها وكان الرجل قد خرج واستعان بأهله فجاء بنو عمه ليحولوا بين المرأة وبين أهلها فتدافعوا واجتلدوا بالنعال فنزلت فيهم هذه الآية ﴿ وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا ﴾ فبعث إليهم الرسول صلى الله عليه و سلم فأصلح بينهم وفاءوا إلى أمر الله
( ك ) وأخرج ابن جرير عن الحسن قال : كانت الخصومة بين الحيين فيدعون إلى الحكم فيأبوا أن يجيبوا فأنزل الله ﴿ وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا ﴾ الآية
وأخرج عن قتادة ذكر لنا أم هذه الآية نزلت في رجلين من الأمصار كانت بينهما مداراة في حق بينهما فقال أحدهما للآخر : لآخذن عنوة لكثرة عشيرته وان آخر دعاه ليحاكمه إلى النبي صلى الله عليه و سلم فأبى فلم يزل الأمر حتى تدافعوا وحتى تناول بعضهم بعض بالأيدي والنعال ولم يكن قتال السيوف
قوله تعالى :﴿ ولا تنابزوا بالألقاب ﴾ الآية أخرج أصحاب السنن الأربعة عن أبي جرير بن الضحاك قال : كان الرجل منا يكون له الأسمان والثلاثة فيدعي ببعضها فعسى أن يكرهه فنزلت ولا تنابزوا بالألقاب قال الترمذي : حسن
وأخرج الحاكم وغيره من حديثه أيضا قال : كانت الألقاب في الجاهلية فدعاه النبي صلى الله عليه و سلم رجلا منهه بلقبه فقيل له : يا رسول الله إنه يكرهه فأنزل الله ﴿ ولا تنابزوا بالألقاب ﴾ ولفظ أحمد عنه قال فينا نولت في بني سلمة ﴿ ولا تنابزوا بالألقاب ﴾ قدم النبي صلى الله عليه و سلم المدينة وليس فينا رجل إلا وله اسمان أو ثلاثة فكان إدا دعا أحدأ منهم بأسم من تلك الأسماء قالوا : يا رسول الله إنه يغضب من هذا فنزلت
قوله تعالى :﴿ ولا يغتب بعضكم بعضا ﴾ الآية أخرج ابن المنذر عن ابن جريح قال : زعموا أنها نزلتفسي سلمان الفارسي أكل ثم ؤرقد فنفخ فذكر رجل أكله ورقاده فنزلت
قوله تعالى :﴿ يا أيها الناس ﴾ الاية أخرج ابن أبي حانم عن ابن أبي مليكة قال : لما كان يوم الفتح رقى بلال على ظهر الكعبة فأذن فقال بعض الناس : اهذا العبد الأسود يؤذن على ظهر الكعبة ؟ فقال بعضهم : إن يسخط الله هذا يغيره فأنزل الله ﴿ يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى ﴾ الآية وقال ابن عساكر في مبهماته وجدت بخط ابن بشكوال أن أبا بكر ابن أبي داود أخرج في تفسير له : أنها نزلت في أبي هند أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم بني بياضة أن يزوجوه امرأة منهم قالوا : يا رسول الله نزوج بناتنا موالينا فنزلت
قوله تعالى :﴿ يمنون ﴾ الآية أخرج الطبراني بسند جيد عن عبد الله ابن أبي أوفى : أن ناسا من العرب قالوا : يا رسول الله أسلمنا ولم نقاتلك وقاتلك بنو فلان فأنزل الله ﴿ يمنون عليك أن أسلموا ﴾ الآية
وأخرج البزار من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس مثله ولأخرج ابن أبي خاتم مثله عن الحسن وأن ذلك لما فتحت مكة وأخرج ابن سعد عن محمد بن كعب القرظي قال : قدم عشرة نفر من بني أسد على رسول الله صلى الله عليه و سلم سنة تسع وفيهم : طليحة بن خويلد ورسول الله صلى الله عليه و سلم في المسجد مع أصحابه فسلموا وقال متكلمهم : يا رسول الله إنا شهدنا إن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأنك عبده ورسوله وجئناك يا رسول الله ولم تبعث إلينا ونحن لمن وراءنا سلم فأنزل الله ﴿ يمنون عليك أن أسلموا ﴾ الآية
وأخرج سعيد بن منصور في سننه عن سعيد بن جبير قال أتى قوم من الأعراب من بني أسد النبي صلى الله عليه و سلم فقالوا : جئناك ولم نقاتلك فأنزل الله ﴿ يمنون عليك أن أسلموا ﴾ الآية