وقال القاسم بن ثابت السرقسطي ( ت ٣٠٢هـ) في كتابه الدلائل في غريب الحديث :" إن الله تبارك وتعالى بعث نبيه - ﷺ – والعرب متناءون في المحالِّ والمقامات، متباينون في كثير من الألفاظ واللغات... فأسقط عنهم تبارك وتعالى هذه المحنة، وأباح لهم القراءة على لغاتهم... " (١)
وقال أبو جعفر الطحاوي ( ت ٣٢١هـ) :" إنما كانت هذه السعة للناس في الحروف لعجزهم عن أخذ القرآن على غير لغاتهم، لأنهم كانوا أميين لا يكتبون إلا القليل منهم، فكان يشق على كل ذي لغة منهم أن يتحول إلى غيرها من اللغات، ولو رام ذلك لم يتهيأ له إلا بمشقة عظيمة، فوُسّعَ لهم في اختلاف الألفاظ... " (٢). وردَّد كثير من علماء القراءة اللاحقين هذا المعنى في سبب الرخصة. (٣)

(١) نقلاً عن أبي شامة في المرشد الوجيز ص ١٢٨
(٢) ينظر : ابن عبد البر : التمهيد ٨/٢٩٤، والقرطبي : الجامع لأحكام القرآن ١/٤٢، وأبو شامة : المرشد الوجيز ص ١٠٦
(٣) ينظر : مكي الإبانة ص ٤٤، والداني : الأحرف السبعة ص ٣١، وابن بسام : مقدمة كتاب المباني ص ٢١٨، والأندرابي : الإيضاح ص ٦٦، وابن الجزري : النشر ١/٢٢. وقد خالف ابن حزم الأندلسي جميع علماء السلف في قولهم : إن من أسباب الرخصة اختلاف اللغات، ونسَبًهَم إلى الكذب على الله تعالى والكذب على الناس، في كلام طويل لا أجد فائدة من نقله لخروجه عن النقاش العلمي المعقول. ينظر : الأحكام ٤/٥٥٦ – ٥٥٧


الصفحة التالية
Icon