وإذا كان الراجح أن بدء الرخصة كان بعد الهجرة، حين ظهرت الحاجة إلى التيسير في القراءة، فإن تقدير زمن انتهائها يحتمل أمرين : الأول : أن الرخصة كانت في زمن رسول الله - ﷺ – وانتهت بوفاته، والثاني : أن الرخصة استمرت حتى نسخ المصاحف في خلافة عثمان - رضي الله عنه – والأول ينبني على أن الرخصة في القراءة توقيف منه - ﷺ – والثاني يقتضي أن من الرخصة ما كان موسعاً فيه على القارئ بما يستطيع (١). وسوف أعود لمناقشة هذين الاحتمالين بعد أن أستوفي البحث في حقيقة الرخصة وأبعادها، إن شاء الله تعالى.
وأشار بعض العلماء إلى أن غير العربي يقرأ بلغة قريش، قال أبو شامة المقدسي :" وأما من أراد من غير العرب حفظه فالمختار له أن يقرأه على لسان قريش، وهذا إن شاء الله تعالى هو الذي كتب فيه عمر إلى ابن مسعود، رضي الله عنهما :( أقرئ الناس بلغة قريش ) لأن جميع لغات العرب بالنسبة إلى غير العربي مستوية في التعسر عليه، فإذا [ كان] لا بد من واحدة منها، فلغة النبي - صلى الله عليه وسلم- أولى له" (٢).
(٣) حقيقة الرخصة في القراءة :
(٢) المرشد الوجيز ص ١٠٢، وينظر : ابن حجر : فتح الباري ٩/٢٧