أحدهما : أن يكون يعني بذلك أن القرآن أنزل على سبعة أوجه من اللغات، لأن الأحرف جمع حرف، في الجمع القليل، مثل فَلْس وأفلس ورأس وأرؤس، والحرف قد يراد به الوجه... فلهذا سَمَّى النبي – ﷺ – هذه الأوجه المختلفة من القراءات، والمتغايرة من اللغات أحرفاً، على معنى أن كل شيء منها وجه على حدته، غير الوجه الآخر، كنحو قوله تعالى:( ومن الناس من يعبد الله على حرف ) أي على وجه إن تغير عليه تغير عن عبادته وطاعته على ما بيناه.
والوجه الثاني : من معنى الأحرف : أن يكون – ﷺ – سَمَّى القراءات أحرفاً على طريق السعة، كنحو ما جرت عليه عادة العرب في تسميتهم الشيء باسم ما هو منه... فلذلك سمَّى النبي – ﷺ – القراءة حرفاً، وإن كانت كلاماً كثيراً، من أجل أن منها حرفاً قد غُيّر نظُمه، أو كُسِرَ، أو قلب إلى غيره، أو أُميل، أو زِيدَ، أو نُقص منه، على ما جاء في المختلف فيه من القراءة " (١).
وفي ما يأتي عرض موجز ومناقشة مركزة لأهم الأقوال في معنى الأحرف السبعة :
١. الأحرف السبعة : سبعة وجوه من وجوه القراءات :