١٦٨٢- ((قو)): وقيل في تفسير قول الله عز وجل: ﴿إن الله يمسك السموات والأرض أن تزولا، ولئن زالتا إن أمسكهما من أحدٍ من بعده إنه كان حليماً غفوراً﴾: إن الله عز وجل إذا نظر إلى معاصي العباد غضب فترجف الأرض وتضطرب السماء فتنزل ملائكة السماء فتمسك أطراف الأرض، وتصعد ملائكة الأرضين فتمسك بأطراف السماء ولا يزالون يقرءون ﴿قل هو الله أحد﴾. حتى يسكن غضبه تعالى، فذلك معنى قول تعالى: ﴿إن الله يمسك السموات والأرض أن تزولا﴾.
١٦٨٣- وقال أبو جعفر حدثنا سعيد بن السري، عن محمد بن #١١٣٧# المسيب، عن عبد الله بن زياد، عن جابر بن زيد، عن ابن عباس، عن رسول الله ﷺ أنه قال: ((أوحى الله عز وجل إلى يونس بن متى عليه السلام أنه من قرأ ﴿قل هو الله أحد. الله الصمد. لم يلد. ولم يولد. ولم يكن له كفواً أحد﴾ مائة مرةٍ حرمه الله على النار، فإن قرأها مرةً واحدةً وكل الله به ملكين يكتبان ثوابه من يوم قرأها إلى يوم يموت، ثم يكتبان له من بعد موته أكثر مما كانا يكتبان له في حياته. فقال رجل من أصحابه: يا نبي الله، قد رغبتنا في قراءتها، فصف لنا ذلك الثواب، فقال النبي ﷺ :((يدعى العبد إذا قرأها مرة في دهره، فيقول الله: يا عبدي، أقررت بربوبيتي ولم ترني، وعلمت أني فرد صمد، وأنه ليس لي ولد، ولا صاحبة، تمن ما شئت وسل تعط؛ فأنا الملك القاهر الصمد، لا إله غيري، فيقول العبد: يا رب، يا رب، نجني من النار، وأدخلني الجنة فيقول الله جل وعز للملائكة: يا ملائكتي، انطلقوا بعبدي فأروه ما أعطيته، فيتلقاه عشرة آلاف ملكٍ وهم الذين يلون مساكنه في الجنة فيحفون به ويحملونه فيرفع له قصرٌ من ذهب، وقصر من فضة، وقصر من لؤلؤٍ، وقصر من ياقوتة، وقصر من زبرجدة مطوقة بالدر والياقوت، فيه الأزواج والحلي والحلل، فإذا رأى ذلك المنزل ومشى فيه عظمه وقال: هذا منزل ربي. فيقال له: لا؛ بل هو منزلك، ولك مثل #١١٣٨# هذا المنزل، وعشرة أمثاله، وعشرة آلاف قهرمان، عند كل واحد منهم أفضل مما ترى. فيقول: يا رب بأي كرامةٍ أعطيتني هذا؟ وبأي منزلة؟ فيقول له المولى جل وعز: باستحقاقك عندي. فيقول: يا رب، أعطيتني هذا بقراءتي ﴿قل هو الله أحد﴾ مرة واحدة في عمري؟ فيقول له: نعم لك هذا الذي ترى، ولك أضعافه. فيقول: يا رب لو علمت لاستكثرت من الخير. فيقول له الرب جل وعز: لو استكثرت لكان لك عندي من الفضل أكثر مما ترى. قال: فيندم إذ لم يكن قرأها طول حياته في الدنيا)).


الصفحة التالية
Icon