١٨٨٨- ((يو)): وعن هشام بن محمد قال: حدثني محمد بن السائب الكلبي قال: كنت يوماً بالحيرة، فوثب إلي رجلٌ فقال: أنت الكلبي؟ قلت: نعم. قال: أخبرني عن قول الله عز وجل: ﴿وإذا قرأت القرآن #١٢٥٨# جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجاباً مستوراً﴾ ما الذي كان إذا قرأه حجبه الله عز وجل من عدوه من الجن والإنس؟ قلت: لا أدري قال: فتفسر القرآن ولا تعلم هذا؟ قلت: أخبرني. قال: آيةٌ في النحل، فذكر مثله قال: ثم التفت فلم أره، فكأنما الأرض ابتلعته، فصرت إلى مجلس من مجالسي فحدثت بهذا الحديث، فلما كان بعد مدةٍ صار إلي رجل ممن حضر ذلك المجلس فقال لي: خرجت من الكوفة أريد بغداد فخرجت معنا سفائن ست، وكانت سفينتي السابعة، فقرأت هذه الآيات في سفينتي فنجوت وقطع على الست.
وضرب الدهر ضرباته فأتاني رجلٌ بعد سنين كثيرة، فسلم علي. وقال: أنا عتيقك، قلت: وكيف يكون ذلك، وأنت رجلٌ من العرب؟ قال: غزوت الديلم فأسرت فمكثت فيها عشر سنين، ثم تذكرت الآيات فقرأتها فخرجت أرسف في قيودي، فمررت على الموكلين بنا، من السجانين وغيرهم، فما عرض إلي أحدٌ إلى بلاد الإسلام فأنا عتيقك.


الصفحة التالية
Icon