٧٣- ((نج)): وعن كنانة العدوي قال: كتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى أمراء الأجناد: أن ارفعوا إلي كل من حمل القرآن حتى ألحقهم في الشرف من العطاء، أرسلهم في الآفاق فيعلمون الناس فكتب إليه الأشعري: إنه بلغ من قبلي من حمل القرآن ثلثمائة وبضع رجال، فكتب إليه عمر ﴿بسم الله الرحمن الرحيم﴾، من عبد الله عمر إلى عبد الله بن قيس، ومن معه من حملة القرآن، سلامٌ عليكم، أما بعد؛ فإن هذا القرآن كائنٌ لكم أجراً وكائن لكم شرفاً وذخراً فاتبعوه ولا يتبعنكم، فإنه من اتبعه القرآن زخ في قفاه حتى يقذفه #١٧١# في النار، ومن اتبع القرآن ورد به القرآن جنان الفردوس فليكونن لكم شافعاً إن استطعتم، ولا يكونن لكم ماحلاً؛ فإنه من شفع له القرآن دخل الجنة، ومن محل به القرآن دخل النار، واعلموا أن هذا القرآن ينابيع الهدى وزهرة العلم وهو أحدث الكتب عهداً بالرحمن، به يفتح الله أعيناً عمياً، وآذاناً صما، وقلوباً غلفاً، واعلموا أن العبد إذا قام من الليل فتسوك وتوضأ ثم كبر فقرأ وضع الملك فاه على فيه، ويقول: اتل اتل فقد طبت وطاب لك، وإن توضأ ولم يستك حفظ عليه ولم يعد ذلك. ألا وإن قراءة القرآن مع الصلاة كنزٌ من كنوز الجنة، وخير موضوع فاستكثروا منه ما استطعتم، فإن الصلاة نورٌ، والزكاة نور، والصبر ضياء، والصوم جنة، والقرآن حجة لكم أو عليكم، فأكرموا القرآن ولا تهينوه، فإن الله مكرمٌ من أكرمه، ومهينٌ من أهانه، واعلموا أنه من تلاه، وحفظه، وعمل به، واتبع ما فيه كانت له عند الله يوم القيامة دعوةٌ مستجابةٌ إن شاء عجلها له في دنياه، وإلا كانت له ذخراً في #١٧٢# الآخرة، واعلموا أن ما عند الله خيرٌ وأبقى للذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون.


الصفحة التالية
Icon