#٢٠٣#
٢٥٥- ((ز)): وعن خالد بن معدان، عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله ﷺ :((من صلى منكم بالليل فليجهر بقراءته، فإن الملائكة تصلي بصلاته، وتسمع لقراءته، وإن مؤمني الجن الذين يكونون في الهواء، وجيرانه معه في مسكنه يصلون بصلاته، ويستمعون قراءته، وإنه ليطرد بجهر قراءته عن داره، وعن الدار التي حوله فساق الجن، مردة الشياطين، وإن البيت الذي يقرأ فيه القرآن عليه خيمةٌ من نورٍ يقتدي بها أهل السماء كما يقتدون بالكوكب الدري في لجج البحار، وفي الأرض القفر، فإذا مات صاحب القرآن رفعت تلك الخيمة، فتنظر الملائكة من السماء، فلا يرون ذلك النور، فتنعاه الملائكة من سماءٍ إلى سماءٍ، فتصلي الملائكة على روحه في الأرواح، ثم تستقبل الملائكة الحافظين اللذين كانا معه، فتعزيانهما، ثم تستغفر له الملائكة إلى يوم #٢٠٤# يبعث. وما من رجلٍ تعلم كتاب الله تعالى، ثم صلى ساعةً من الليل إلا أوصت به تلك الليلة الماضية الليلة المستأنفة أن تنبهه لساعته، وأن تكون عليه خفيفةً، فإذا مات، وكان أهله في جهازه، يجيء القرآن في صورة حسنةٍ جميلةٍ، ويقف عند رأسه حتى يدرج في أكفانه، فيكون القرآن على صدره دون الكفن، فإذا وضع في قبره وسوي عليه، وتفرق عنه أصحابه أتاه منكرٌ ونكيرٌ، فيجلسانه في قبره، فيجيء القرآن حتى يكون بينه وبينهما، فيقولان له: إليك حتى نسأله، فيقول: لا ورب الكعبة، إنه لصاحبي وخليلي، ولست أخذله على حالٍ، فإن كنتما أمرتما بشيءٍ فامضيا لما أمرتما به ودعاني مكاني، فإني لست أفارقه حتى أدخله الجنة إن شاء الله، ثم ينظر القرآن إلى صاحبه فيقول له: اسكن فإنك ستجدني من الجيران جار صدقٍ، ومن الأخلاء خليل صدقٍ، ومن الأصحاب صاحب صدقٍ. فيقول له: من أنت؟ فيقول: أنا القرآن الذي #٢٠٥# كنت تجهر به وتخفي بي، وكنت تحبني فأنا حبيبك؛ فمن أحببته أحبه الله تعالى، ليس عليك بعد مسألة منكرٍ ونكير من غم، ولا هم، ولا حزنٍ، فيسأله منكرٌ ونكير ويصعدان، ويبقى هو والقرآن، ويقول: لأفرشنك فراشاً ليناً، ولأدثرنك دثاراً حسناً جميلاً جزاء لك بما أسهرت ليلك وأنصبت نهارك، فيصعد القرآن إلى السماء أسرع من الطرف فيسأل الله تعالى ذلك فيعطيه الله تعالى ذلك، فينزل به ألف ألف ملك من مقربي السماء السادسة فيجيؤه القرآن، فيقول: هل استوحشت؟ ما زلت مذ فارقتك إلى أن كلمت الله تبارك وتعالى فيك، حتى أخرجت لك منه فراشاً، ودثاراً، ومصباحاً. وقد جئتك به، فقم حتى تفرشك الملائكة. قال: فتنهضه الملائكة إنهاضاً لطيفاً، ثم توسع له في قبره مسيرة أربع مائة سنةٍ، ثم يوضع له فراش بطائنه من حريرٍ أخضر حشوه المسك الأذفر، ويوضع له مرافع عند رجليه ورأسه من السندس والاستبرق، ويسرج له سراجٌ من نور الجنة عند رأسه ورجليه يزهران إلى يوم القيامة، ثم تضجعه الملائكة على شقه الأيمن مستقبل القبلة)) الحديث.
قلت: في هذا الحديث زيادة ألفاظ على حديث ابن صخر، فلذلك ذكرته وبالله التوفيق.


الصفحة التالية
Icon