#٢١١#
٢٦١- ((ش ع)): وعن مجاهد؛ أنه قال: يجيء القرآن يوم القيامة بين يدي صاحبه، حتى إذا انتهيا إلى ربهما قال القرآن: يا رب إنه ليس من عاملٍ إلا له من عمالته نصيب، وإنك جعلتني في جوفه، فكنت أنهاه عن شهواته. قال: فيقال له: ابسط يمينك، قال: فتملأ من رضوان الله، ثم يقال له: ابسط شمالك فتملأ من رضوان الله، فلا يسخط عليه بعد ذلك أبداً.
٢٦٢- ((حـ)): وعن عبد الرحمن بن أبي هلال؛ أن رسول الله ﷺ قال: ((إذا كان يوم القيامة جعل الله القرآن في أحسن صورةٍ رآها أحدٌ من #٢١٢# خلق الله قط أحسنه حسناً، وأجمله جمالاً، وأطيبه ريحاً، فيشرئب إليه الناس، فيقول المسلمون: هذا منا فيجاوزهم، فيقولون: هو نبيٌ، فيجاوز الأنبياء، فيقولون: هو ملكٌ فيجاوزهم حتى يأتي الجبار فيدنيه الله منه، حتى يكون معه، ثم يقول له -وهو أعلم-: كيف كان عبادي لك؟ وكيف كانوا فيك؟ فيقول: يا رب منهم من كان معرضاً عني، ومستخفاً بي، ومنهم من كان يقوم بي آناء الليل والنهار يحل حلالي ويحرم حرامي، فيقول الجبار: وعزتي وجلالي لأكرمن من أكرمك، فيدعى أهل القرآن فيكسى كل رجلٍ منهم حلة الكرامة ويتوج بتاج الملك، إن لذلك التاج لسبعين ركناً في كل ركنٍ ياقوتةٌ تضيء كذا وكذا من البلاد، ثم يقول: اقرأ وارق، فما يقرأ آيةً إلا رفعه الله بها درجةً، حتى ينتهي به القرآن إلى غرفةٍ لها سبعون ألف باب، فيها #٢١٣# أزواجه وقهارمته وخدمه، وفيها أنهارٌ مطردةٌ، وثمارٌ مدلاة، وفيها ما لا عينٌ رأت، ولا أذنٌ سمعت، ولا خطر على قلب بشرٍ، ثم يؤتى بوالديه، إذا كانا مسلمين فيصنع بهما مثل ما صنع به تكرمةً له)).


الصفحة التالية
Icon