٢٦٩- ((حـ)): وعن النبي ﷺ ؛ أنه قال: ((إن القرآن يتمثل يوم القيامة بأحسن صورةٍ رآها الناس، فيقول الناس: من هذا؟ هذا نبي؟. فإذا جاوز مكان النبيين قالوا: بل هذا ملكٌ، فإذا جاوز مكان الملائكة عرفوا من هو، حتى يأتي بين يدي الله تعالى فيعرض عليه الثقلان، ويشهد على كل امرئٍ كيف كان فيه، فشاهدٌ مصدقٌ وشفيعٌ مطاعٌ)).
٢٧٠- ((نب)): وعن عبادة بن الصامت قال: إذا قام أحدكم من الليل #٢١٨# فليجهر بقراءته، فإنه يطرد بقراءته مردة الشياطين وفساق الجن، وإن الملائكة الذين في الهواء، وسكان الدور يصلون بصلاته، ويستمعون لقراءته، فإذا مضت هذه الليلة أوصت الليلة المستأنفة، فقالت: تحفظي لساعته، وكوني عليه خفيفةً، فإذا حضرته الوفاة جاء القرآن فوقف عند رأسه وهم يغسلونه، فإذا غسلوه وكفنوه، جاء القرآن فدخل حتى صار بين صدره وكفنه، فإذا دفن وجاءه منكرٌ ونكيرٌ، خرج حتى صار فيما بينه وبينهما فيقولان: إليك عنا، فإنا نريد أن نسأله. فيقول: والله ما أنا بمفارقه أبداً حتى أدخله الجنة، فإن كنتما أمرتما فيه بشيء فشأنكما. قال: ثم ينظر إليه، فيقول: هل تعرفني؟ فيقول: ما أعرفك. فيقول: أنا القرآن الذي كنت أسهر ليلك، وأظمئ نهارك، وأمنعك شهوتك وسمعك وبصرك فأبشر فما عليك بعد مساءلة منكرٍ ونكيرٍ من همٍ ولا حزنٍ. قال: ثم يعرج القرآن إلى الله عز وجل فيسأله فراشاً ودثاراً، فيأمر له بفراشٍ، ودثارٍ، وقنديلٍ من نور الجنة، وياسمين من ياسمين الجنة، #٢١٩# فيحمله ألف ملكٍ من مقربي ملائكة السماء الدنيا. قال: فيسبقهم إليه القرآن، فيقول: هل استوحشت بعدي؟ فإني لم أزل حتى أمر لك الله - يعني بفراشٍ ودثارٍ من الجنة، وقنديل من الجنة، وياسمين من الجنة.
فيحملون، ثم يفرشونه ذلك الفراش، ويضعون الدثار عند رجليه، والياسمين عند صدره، ثم يضجعونه على شقه الأيمن، ثم يخرجون عنه فلا يزال ينظر إليهم حتى يلجون في السماء، ثم يدفع له القرآن في قبلة القبر فيوسع له مسيرة خمس مائة عامٍ أو ما شاء الله، ثم يحمل الياسمين فيضعه عند منخريه، ثم يأتي أهله كل يومٍ مرةً أو مرتين فيأتيه بخبرهم ويدعو لهم بالخير والثواب. فإن تعلم أحدٌ من ولده القرآن بشره بذلك، وإن كان عقبه عقب سوء أتاهم كل يومٍ مرةً أو مرتين فيبكي عليهم حتى ينفخ في الصور.


الصفحة التالية
Icon