كلها. ومن وجه آخر، فإنهم وافقوا الوليد بن المغيرة في قوله: ﴿إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ﴾ ٤.. فدخلوا معه في الوعيد بقوله تعالى: ﴿سَاُصْلِيهِ سَقَرَ﴾ ٥..
ويرد عليهم من الجواب ما أجاب الله تعالى به المشركين بقوله سبحانه: ﴿أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَلْ لَا يُؤْمِنُونَ، فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ﴾ ٦..
وسبق أن ذكرنا الفرق بين القرآن والحديث القدسي والحديث النبوي.
فمن خصائص القرآن:
١- أنه مُعْجِز.
٢- قطعي الثبوت.
٣- يُتَعَبَّدُ بتلاوته.
٤- ويجب أداؤه بلفظه، والحديث القدسي -على القول بنزول لفظه- ليس كذلك.
والحديث النبوي قسمان: الأول: ما اجتهد فيه الرسول -صلى الله عليه وسلم- وهذا ليس وحيًا ويكون إقرار الوحي له بسكوته إذا كان صوابًا.
والثاني: ما أُوحِيَ إليه بمعناه واللَّفظ لرسول الله، ولذا يجوز روايته بالمعنى. والحديث القدسي -على القول الراجح بنزول معناه دون لفظه- يكون من هذا القسم ونسبته إلى الله في الرواية لورود النص الشرعي على ذلك دون الأحاديث النبوية.
كيفية وحي اللله إلى رسله
...
كيفية وحي الله إلى رسله
يوحي الله إلى رسله بواسطة وبغير واسطة.
فالأول: بواسطة جبريل مَلك الوحي وسيأتي بيانه.
والثاني: هو الذي لا واسطة فيه.
أ- منه الرؤيا الصالحة في المنام: فعن عائشة رضي الله عنها قالت: "أول ما بُدِئَ به -صلى الله عليه وسلم- الرؤيا الصالحة في النوم، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل@


الصفحة التالية
Icon