خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} ٣. فإنها نزلت بمكة يوم الفتح، وهي مدنية لأنها نزلت بعد الهجرة، والخطاب فيها عام، ومثل هذا لا يسميه العلماء مكيًّا، كما لا يسمونه مدنيًّا على وجه التعيين، بل يقولون فيه: ما نزل بمكة وحكمه مدني.
٧- ما نزل بالمدينة وحكمه مكي، ويمثلون له بسورة الممتحنة، فإنها نزلت بالمدينة، فهي مدنية باعتبار المكان، ولكن الخطاب في ثناياها توجه إلى مشركي أهل مكة.. ومثل هذا صدر سورة "براءة" نزل بالمدينة، والخطاب فيه لمشركي أهل مكة.
٨- ما يشبه نزول المكي في المدني: ويعني العلماء به ما كان في السور المدنية من آيات جاء أسلوبها في خصائصه وطابعه العام على نمط السور المكية، ومن أمثلته قوله تعالى في سورة الأنفال - وهي مدنية: ﴿َإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ﴾ ٤، فإن استعجال المشركين للعذاب كان بمكة.
٩- ما يُشبه نزول المدني في المكي: ويعني العلماء به ما يقابل النوع السابق، ويمثلون له بقوله تعالى في سورة النجم: ﴿الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْأِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ﴾ ٥.. قال السيوطي: فإن الفواحش كل ذنب
فيه حد، والكبائر كل ذنب عاقبته النار، واللَّمم ما بين الحدين من الذنوب، ولم يكن بمكة حد ولا نحوه١.
١٠- ما حُمل من مكة إلى المدينة: ومن أمثلته سورة ﴿سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى﴾ ٢، أخرج البخاري عن البرَّاء بن عازب قال: "أول من قدم علينا من أصحاب النبي، صلى الله عليه وسلم: مصعب بن عمير، وابن أم مكتوم، فجعلا يقرئاننا القرآن. ثم جاء عمار وبلال وسعد، ثم جاء عمر بن الخطاب في عشرين. ثم جاء النبي -صلى الله عليه وسلم- فما رأيت أهل المدينة فرحوا بشيء فرحهم به، فما جاء حتى قرأتُ:@


الصفحة التالية
Icon