١- صفات لها ضد : وهي ما ذكرها الناظم في هذا البيت فذكر خمس صفات وقال ( والضد قل ) فتكون الصفات عشر صفات كل صفتين متضادتان.
واعلم أن الناظم رحمه الله رتبها فكل صفة في هذا البيت فضدها بالترتيب ما سيأتي في الأبيات القادمة. فالـ( جهر ) ضده الهمس و( رخو ) ضده الشديد وبينهما المتوسط و ( مستفل ) ضده مستعل و ( منفتح ) ضده مطبق و ( مصمته ) ضدها مذلقة.
٢- صفات ليس لها ضد : وهي سبع صفات على ما سيذكره الناظم وهي :-
الصفير - القلقلة - اللين - الإنحراف - التكرير - التفشي - الإستطالة.
- فتكون الصفات على ما ذكره الناظم سبع عشرة صفة وسيأتي إن شاء الله بيانها.
• قال الناظم رحمه الله :-
مهموسها ( فحثه شخصٌ سكتْ ) شديدها لفظُ ( أجدْ قطٍ بكتْ )
وبين رِخوٍ والشديدِ ( لِنْ عمر ) وسبعُ عُلوٍ ( خُص ضَغْطٍ قِظْ ) حَصر
وصادُ ضادٌ طاءُ ظاءٌ مطبقه و ( فَرَّ من لبِّ ) الحروفُ المذلقه
• الشرح :-
شرع الناظم في بيان الصفات التي لها ضد وهي كما يلي :-
١- ٢- الهمس وضدها الجهر :-
فالهمس جريان النفس عند النطق بالحرف لضعف الإعتماد على المخرج.
والجهر انحباس جريان النفس عند النطق بالحرفِ لقوة الإعتماد على المخرج.
وحروف الهمس أشار إليها الناظم بقوله ( مهموسها " فحثه شخص سكت " ) وباقي الحروف تكون مجهورة.
٣- ٤ - الشدة وضدها الرخاوة وبينهما التوسط :
فالشدة عدم جريان الصوت وانحباسه عند النطق بالحرف لكمال الإعتماد على المخرج
والرخاوة جريان الصوت عند النطق بالحرف لضعف الإعتماد على المخرج
والتوسط اعتدال الصوت عند النطق بالحرف.
وأشار الناظم إلى حروف الشدة بقوله ( شديدها لفظ " أجدقط بكت " ) وأشار إلى حروف التوسط فقال ( وبين رخو والشديد " لن عمر " ) وما عدا حروف الشدة والتوسط فهي حروف رخوة.
- فائدة :- الفرق بين الشدة والجهر أنه في الشدة ينحبس الصوت بينما في الجهر ينحبس النفس.
- والفرق بين الإخفاء والإدغام : بأن الإخفاء هو إخفاء النون الساكنة والتنوين عند حروف الإخفاء، بينما الإدغام هو إدغام النون الساكنة والتنوين في حروف الإدغام ؛ فتقول في الإخفاء : أخفيت النون عند السين لا في السين بينما تقول في الإدغام : أدغمت النون في الميم لا عند الميم.
- وإلى حكم الإخفاء أشار الناظم بقوله ( كذا الاِخفا ) أيضاً بغنة ( لدى ) أي عند ( باقي الحروف ) الخمسة عشر ( أُخذا ) الألف للإطلاق أي : أُخذ به.
ومثاله : أن يقف على حرف جر دون الاسم المجرور مثل قوله تعالى ﴿ وهم في الغرفات ﴾ فيقف على [ في ] وأشد منه ما يوهم معنىً غير المراد كأن يقف على كلمة [ الصلاة ] في قوله تعالى ﴿ يا أيها الذين أمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون ﴾ وربما وضع لهذا الوقف علامة " لا " في المصحف [ أي لا تقف ].
- وإلى هذا الوقف أشار الناظم بقوله ( وغيرُ ما تمَّ ) معناه فالوقوف عليه ( قبيحٌ ) ( وله ) أي وللقارئ ( الوقفُ ) على ذلك ( مضطراً ؛ و ) لكن ( يَبْدَأ ) مما ( قبلَهُ ) لكي يتم المعنى.
حكم الوقف في القرآن
• قال الناظم رحمه الله :-
وليس في القرآنِ من وقفٍ يجبْ ولا حرامٌ غيرُ ما له سببْ
• الشرح :
ثم بَيَّنَ الناظم حكم الوقف في القرآن من حيث الوجوب والتحريم فقال :-
( وليس في القرآنِ من وقفٍ يجبْ ) حتى إذا تركه القارئ أثم ( ولا حرامٌ ) حتى إذا فعله أثم ( غيرُ ماله سببْ ) أي : إلا إذا كان هناك سبب يستدعي ذلك الوقف أو عدمه مثل أن يتقصد الوقف على ما يخل المعنى فيحرم أو يكون هناك أناس حديثي عهدٍ بكفر فيقرأ عندهم مثلا ً﴿ فويل للمصلين ﴾ ويقف فهذا يوهمهم فيجب عليه الوصل لئلا يعتقدوا ما بدر لهم من هذا المعنى الفاسد. ونحو ذلك.
٢– ( تَأْسَوا عَلَى ) في قوله تعالى ﴿ لكيلا تأسوا على مافاتكم ﴾ في سورة الحديد
٣- ( حجٌ ) أي في سورة الحج في قوله تعالى ﴿ لكيلا يعلم من بعد علم شيئاً ﴾
٤– ( عَلَيْكَ حَرَجٌ ) في قوله تعالى ﴿ لكيلا يكون عليك حرج ﴾ في سورة الأحزاب.
* وما عدا ماذكر فهو مقطوع كقوله تعالى ﴿ لكي لا يكون على المؤمنين حرج ﴾ في الأحزاب ﴿ كي لا يكون دولة ﴾ في الحشر.
الثامنة عشرة :( عنْ مَّن )
- قال الناظم ( وقطْعُهُمْ ) أي ثبت قطعهم لكلمة ( عن ) وفصلها عن كلمة ( من ) في موضعين :-
١– ( عن مَّنْ يَشَاء ) وذلك في قوله تعالى ﴿ ويصرفه عن من يشاء ﴾ في سورة النور.
٢– ( منْ تَولَّى ) وذلك في قوله تعالى ﴿ عن من تولى عن ذكرنا ﴾ في سورة النجم.
التاسعة عشرة :( يومَ هُمْ )
-وثبت أيضاً قطعهم لكلمة ( يوم ) عن كلمة ( هم ) وذلك في موضعين :-
١– قوله تعالى ﴿ يوم هم بارزون ﴾ في غافر
٢– قوله تعالى ﴿ يوم هم على النار ﴾ في الذاريات.
* وما عداهما فموصول كقوله تعالى ﴿ يومهم الذي يوعدون ﴾ في المعارج، ﴿ يومهم الذي فيه يصعقون ﴾ في الطور.
- وهنا إشكال فإن الناظم لم يقيد في أي موضع تقطع، والجواب عن ذلك أن القطع يدل على أن ( هم ) في محل رفع فإذا أتت في محل رفع فهي مقطوعة وإذا أتت في محل جر فهي موصولة، ولم تأتِ في محل رفع إلا في الموضعين السابقين.
ثم قال الناظم رحمه الله :
ومالِ هذا والذِين هَؤلاَ تَحِيْنَ في الإمامِ صِلْ وَوُهِّلاَ
و وَزَنُوهُمُ وكَالُوهُمْ صلِ كذا مِنَ ( الْ ) وَ( يَا ) وَ( هَا ) لا تَفْصِلِ
• الشرح :
العشرون :( مال..... )
- ( و ) ثبت قطعهم للام الجر عن مجرورها وذلك في أربعة مواضع :-
١– ( مالِ هذا ) وذلك في موضعين :- الموضع الأول منهما في سورة الكهف في قوله تعالى ﴿ مال هذا الكتاب ﴾.
٢– والموضع الثاني من قول الناظم ( مال هذا ) في سورة الفرقان في قوله تعالى ﴿ مال هذا الرسول﴾
وحاذر ) أي احذر من ( الوقف بكل الحركة ) بل قف بالإسكان المحض أو الإشمام ( إلا إذا رمت ) أي أردت الروم ( فـ ) ـتأتي بـ( ـبعض الحركة )، ثم استثنى الناظم ما لا يدخل فيه الروم فقال ( إلا بفتحٍ أو بنصبٍ ) والفرق بين الفتح والنصب أن الفتح علامة للكلمات المبنية وأما النصب فعلامة للكلمات المعربة، ومثل ذلك المكسور والمجرور فالكسر للمبنيات والجر للمُعْربات، ومثل ذلك المضموم والمرفوع فالضم للمبنيات والرفع للمعربات ؛ فعلى هذا الفتح في المبنيات والنصب في المعربات لا يدخل عليهما الروم، ثم قال الناظم ( وأشم ) أي أضمم شفتيك بعد الإسكان مباشرة ( إشارةً بالضم ) فمن يراك يعلم أن الحرف الذي وقفت عليه مضموم، والإشمام خاص ( في ) حركة الـ( ـرفع ) في المعربات ( و ) حركة الـ( ـضم ) في المبنيات.
خاتمة
• قال الناظم رحمه الله :-
وقد تَقَضَّى نَظْمِيَ المُقَدِّمَهْ مِنِّي لقارئِ القرَانِ تَقْدِمَهْ
أبياتها قافٌ وزايٌ في العددْ من يُحسِنِ التجويد يَظفْر بالرشدْ
والحمد للهِ لهَا خِتَامُ ثم الصلاةُ بعدُ والسلامُ
على النبي المصطفى وآلهِ وصحبِهِ وتابِعي مِنْوَالِهِ
• الشرح :-
- قال الناظم رحمه الله في خاتمة هذه المقدمة الجزرية المباركة :-
( وقد تَقَضَّى ) أي انتهى ( نَظْمِيَ ) لهذه ( المُقَدِّمَهْ ) وهي ( مِنِّي لقارئِ القرآنِ تَقْدِمَهْ ) أي تحفة وهدية، ( والحمد للهِ لهَا خِتَامُ ثم الصلاةُ بعدُ والسلامُ ) أي الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله ﷺ ختام لهذه المقدمة كما كان ذلك ابتداءً بها.
- وأما قوله ( على النبي المصطفى وآلهِ وصحبِهِ وتابِعي مِنْوَالِهِ ) فليس من نظم ابن الجزري، وكذا قوله ( أبياتها قافٌ وزايٌ في العددْ من يُحسِنِ التجويد يَظفْر بالرشدْ ) فليس من نظمه أيضاً.