- نبه المؤلف رحمه الله في هذين البيتين على إدغام المتماثلين والمتجانسين ومتى يكون إظهار المتماثلين والمتقاربين وقبل البداية بفك عبارة المؤلف يحسن التعريف لتلك المصطلحات :-
١- المتماثلان : هما الحرفان اللذان اتفقا مخرجاً وصفة مثل :﴿ اذهب بِّكتابي ﴾ ﴿ فلا يسرف فِّي القتل ﴾ ومثل ﴿ ومنهم مَّن ﴾ وهذه أمثلة لإدغام المتماثلين الصغير وهو ماكان فيه الحرف الأول ساكن والثاني متحرك، ولهذا لم يذكر الناظم هذا الحكم في أحكام الميم الساكنة كما سيأتي إن شاء الله اكتفاءً بذكره هنا.
٢- المتجانسان : هما الحرفان اللذان اتفقا مخرجاً واختلفا صفة مثل ﴿ قد تَّبين ﴾ ﴿ أجيبت دَّعوتكما ﴾ ﴿ ودت طَّائفة ﴾ ﴿ أحطت ﴾ ﴿ إذ ظَّلموا ﴾ ﴿ يلهث ذَّلك ﴾ ﴿ اركب مَّعنا ﴾.
٣- المتقاربان : هما الحرفان اللذان تقاربا مخرجاً وصفة أو مخرجاً لا صفة أو صفة لا مخرجاً مثل ﴿ نخلقكم ﴾ ﴿ قل رب ﴾ ﴿ من مال ﴾ ﴿ من يعمل ﴾ ﴿ من رَّبهم ﴾ ﴿ من لَّدن ﴾.
- قال الناظم :( وأولي مثلٍ وجنسٍ إن سكنْ أَدْغِم ) أي الحرف الأول من المتماثلين والحرف الأول من المتجانسين إذا كان هذا الحرف الأول ساكن فأدغمه في الحرف الثاني سواء في المتماثلين أو في المتجانسين ومثال المتجانسين ( كقل ربِ ) في قول الله تعالى ﴿ وقل ربِ زدني علماً ﴾ فاللام في الراء عند الفراء من المتجانسين وعند غيره من المتقاربين كما سبق في أمثلة المتقاربين.( و ) مثال المتماثلين ( بل لا ) في قول الله تعالى ﴿ كلا بل لا يخافون الآخرة ﴾ فهنا اللام في اللام متماثلين.
- ثم قال المؤلف رحمه الله ( وأَبِنْ ) أي أظهر أول المثلين والمتجانسين والمتقاربين مما سيأتي وهذا من الناظم رحمه الله كالإستثناء مما سبق فإنه قبل ذلك أرشد إلى الإدغام فاستثنى هنا ما يُظهر من ذلك وأتى بالأمثلة مباشرة فقال :-
١- ( في يومِ ) فاجتمع هنا ياءان لكن لما كانت الأولى حرف مد امتنع الإدغام لئلا يذهب المد.


الصفحة التالية
Icon