…ويبين الزركشي مجال التأويل المقبول والذي حكم العلماء بجوازه ـ بل منهم من اعتبره واجبا كما هو الشأن بالنسبة للكافيجي ـ فيقول :" قالوا وهذا غير محظور على العلماء بالتفسير(٣)، وقد رخص فيه أهل العلم، وذلك مثل قوله تعالى :﴿ ولا تلقوا بايديكم إلى التهلكة ﴾، قيل : الذي يمسك عن النفقة، وقيل : الذي ينفق الخبيث من ماله، وقيل: الذي يتصدق بماله كله ثم يتكفف الناس. ولكل منه مخرج ومعنى... فهذا وأمثاله ليس محظورا على العلماء استخراجه بل معرفته واجبة، ولهذا، ولهذا قال تعالى :﴿ وابتغاء تأويله ﴾(٤)" (٥).
…والأمثلة التي ضربها الزركشي لأنواع التأويل الجائزة بل الواجب على العلماء استنباطها، إن هي إلا جزء من اختلاف السلف في التفسير، حيث نجد لهم أقوالا عدة في تفسير آية واحدة، قد يظنها البعض أقوالا مختلفة ومتعارضة ولكن المدقق يكتشف أنه لا تعارض بينها، وكلها مما يتحمله النص، وينتصب له الدليل نقلا أوعقلا.
منهج أهل السنة في التفسير :


الصفحة التالية
Icon