فالتحق بالمعهد الابتدائي الأزهري بشبين الكوم، وبعد أن أتم دراسته فيه التحق بالمعهد الثانوي الأزهري بطنطا. ثم انتقل بعدها وعمره ٢١ عاما (عام ١٩٤٣) إلى القاهرة، ليُتم جانبًا آخر من جوانب تعليمه الديني، حيث التحق بكلية الشريعة، التي حصل منها عام ١٩٤٨ على الإجازة العلمية، وحصل منها على إجازة التدريس في عام ١٩٥٠، ليبدأ رسالته التي سيكون بها واحدًا من أولئك الرجال الذين آلوا على أنفسهم أن ينشروا علوم القرآن، وضبط قراءاته، متميزًا في ذلك بالدأب والمثابرة للوصول إلى أوثق الطرق وأصحها في قراءة القرآن كما أنزله البارئ سبحانه، وكما قرأه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
يقرأ ويُعلم القراءات العشر
واستمر الشيخ أحمد أبو الحسن قرابة ثلاثين عامًا في تدريس علوم القرآن وقراءاته بمعهد القراءات بشبرا (معهد الخازندار)، وهو المعهد التابع مباشرة لكلية اللغة العربية بالأزهر. واستمر مدرسًا في هذا المعهد منذ عام ١٩٥٢ حتى عام ١٩٨٣، عاملاً بإخلاص، ومعلمًا مجتهدًا، ينشط في تلقين أجيال متعددة علوم القرآن، وطرق قراءته في واحدة من أهم مراحل تاريخ الأمة الإسلامية في عصرها الحديث، ومتغاضيًا -أثناء ذلك- عن العديد من الصعوبات التي قابلته في حياته، في سبيل أداء رسالته على وجهها الأكمل.
ولم يكتف الشيخ بإجازته الجامعية، فبدأ في تلقي هذا العلم بأكثر طرق التلقي دقة وإحكامًا، وهي طريقة القراءة على الشيخ التي ينسب إليها الفضل في حفظ القرآن والحديث، بهذه الصورة المحكمة. وقد كانت هذه الطريقة سبيله إلى الدخول في سلسلة الرواية القرآنية المرفوعة.