قال الله تعالى :﴿اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ﴾ [(١٧) سورة الحديد]، وقد جاءت هذه الآية بعد قول الله تعالى :﴿أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ﴾ [(١٦) سورة الحديد]، وفي هذا إشارة إلى أن حياة القلوب يكون بذكر الله تعالى وما نزل من الحق وهو القرآن مثل ما أن حياة الأرض الميتة يكون بالماء، قال مالك بن دينار :" ما زرع القرآن في قلوبكم يا أهل القرآن ؟ إن القرآن ربيع المؤمن كما أن الغيث ربيع الأرض " اهـ (٢٩) وهذا أمر مشاهد ظاهر للعيان ومن المشاهدات في هذا الأمر ما نشاهدة من زكاة القلوب ورقتها في رمضان حين يتوالى عليها سماع القرآن وقراءته ويكثر ذلك، ثم إنك ترى هذه الحياة التي حصلت للقلوب في رمضان تبدأ بالتلاشي بالتدريج بعد رمضان حين تنقطع عن القرآن الكريم.
فمن أراد حياة قلبه فعليه بسقيه بربيع القلوب القرآن وبكميات وكيفيات مناسبة لإحداث الحياة كما سيأتي تفصيله في ثنايا هذا البحث.
لم لا تكون الدعوة بالقرآن :…