قال الحسن بن علي _ :" إن من كان قبلكم رأو القرآن رسائل من ربهم فكانوا يتدبرونها بالليل ويتفقدونها في النهار " اهـ (٩٢) والشاهد قوله : يتدبرونها بالليل، قال ابن عمر :"أول ما ينقص من العبادة : التهجد بالليل، ورفع الصوت فيها بالقراءة"(٩٣)، وقال الشيخ عطيه سالم حاكيا عن شيخه الشنقيطي : وقد سمعت الشيخ يقول : لا يثبت القرآن في الصدر ولا يسهل حفظه وييسر فهمه إلا القيام به في جوف الليل " اهـ(٩٤)، قال السري السقطي: " رحمه الله : رأيت الفوائد ترد في ظلام الليل"(٩٥)، قال النووي :" ينبغي للمرء أن يكون اعتناؤه بقراءة القرآن في الليل أكثر وفي صلاة الليل أكثر والأحاديث والآثار في هذا كثيرة وإنما رجحت صلاة اليل وقراءته لكونها أجمع للقلب وأبعد عن الشاغلات والملهيات والتصرف في الحاجات وأصون عن الرياء وغيره من المحبطات مع ماجاء به الشرع من إيجاد الخيرات في الليل فإن الإسراء بالرسول كان ليلا "اهـ(٩٦)، عن عمر بن الخطاب _ قال : قال رسول الله ' من نام عن حزبه أو عن شئ منه فقرأه فيما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر كتب له كأنما قرأه من الليل." اهـ (٩٧) وفي هذا دلالة واضحة على أن الأصل في القيام بالحزب من القرآن هو الليل وفي حالة العذر فإنه يعطى الثواب نفسه إذا قضاه في النهار. ، قال أبو داود الجفري : دخلت على كرز بن وبرة الحارثي الكوفي في بيته فإذا هو يبكي فقلت : ما يبكيك ؟ قال : إن بابي مغلق وإن ستري لمسبل ومنعت حزبي أن أقرأه البارحة، وما هو إلا ذنب أحدثته "(٩٨) فهذا يدل على أن لقراءته في الليل مزية مهمة وفضل عظيم يتحسر عليه من يعرف قيمته، قال ابن أبي مليكة سافرت مع ابن عباس _ما من مكة إلى المدينة فكان يقوم نصف الليل فيقرأ القرآن حرفا حرفا ثم يبكي حتى تسمع له نشيجا " (٩٩)