وإن مما يتأكد التنبيه عليه عدم قصر وحصر النجاح في تدبر القرآن على هذه المفاتح، فما هي إلا أسباب والنتائج بيد الله تعالى يعطيها من شاء ويمنعها من شاء. فلا يعني - مثلا - إذا قلنا : من مفاتح تدبر القرآن أن تكون القراءة في ليل، أن قراءة النهار لا تفيد وملغاة. وإذا قلنا : أن تكون القراءة في صلاة، أن القراءة خارج الصلاة لا تحقق التدبر. فالحصر والقصر غير صحيح بل القرآن كله مؤثر يؤثر في كل وقت وعلى أي حال متى شاء الله ذلك. وما أقوله إن هي إلا وسائل بحسب الاستقراء من النصوص وحال السلف وهي أسباب يسلكها كل مريد للانتفاع بالقرآن بشكل أكبر وأعمق وأشمل. وهي أسباب نذكر بها من حرم من تدبر القرآن وهو يريده، نقول له اسلك هذه الأسباب لعل الله إذا رأى مجاهدتك في هذا الأمر وعلم منك صدقك أن يفتح لك خزائن كتابه تتنعم فيها في الدنيا قبل الآخرة.
إن التلذذ بالقرآن لمن فتحت له أبوابه لا يعادله أي لذة أو متعة في هذه الحياة ولكن أكثرالناس لا يعلمون.
دعوة للتواصل
حينما كتبت هذا البحث حاولت الاختصار والإيجاز قدر الإمكان لئلا أخرج عن مقصوده فأصرف القارئ عن الانتفاع به، وقد تضمن عددا من القضايا المهمة التي تحتاج إلى نقاش وحوار ومن أجل ذلك فإني أقترح أن يتم التواصل بين الجميع في النقاش العلمي الهادف عبر :( منتدى تدبر القرآن ) على الرابط (MKFD.NET)، أتمنى من الإخوة الكرام أن يتكرموا ببيان رأيهم في القضايا التي تضمنها هذا الكتاب ليستفيد منها الجميع وليكون الرأي أقرب للصواب.
وكتبه
د. خالد بن عبد الكريم اللاحم
بريد إلكتروني: MKFD@HOTMAIL.COM
( ( ((
تمهيد : في معنى التدبر وعلاماته
أولا معنى التدبر :
قال :" الميداني :"التدبر هو التفكر الشامل الواصل إلى أواخر دلالات الكلم ومراميه البعيدة " اهـ (٤)، ومعنى تدبر القرآن: هو التفكر والتأمل لآيات القرآن من أجل فهمه وإدارك معانيه وحكمه والمراد منه.