٣- وقيل : الأحرف السبعة هى القراءات السبع٠ وهذا قول واه سببه اتحاد العدد بين الأحرف السبعة والقراءات التى اعتمدها ابن مجاهد (ت ٣٢٤هـ) وجمعها وهى قراءات سبع لقراء سبعة، والواقع أن الأحرف السبعة أعم من القراءات السبع لأنها تشملها وتشمل غيرها، ومما يدل على قلة إدراك أصحاب هذا القول هو أن هؤلاء القراء السبعة لم يكونوا قد ولدوا وقت أن قال النبى ﷺ :" أنزل القرآن على سبعة أحرف " فهل معنى ذلك أن هذا الحديث كان عاريا عن الفائدة وبعيدا عن الواقع إلى أن ظهر هؤلاء القراء ؟ وماذا فهم الصحابة إذن من الحديث ؟ وممن ينسب إليهم هذا القول الخليل بن أحمد الفراهيدى (ت١٧٠هـ)
وتوجيه موقف الخليل بن أحمد هذا لا يتناسب والتعليل السابق الذى يُرجع السبب فى هذا اللبس الذى يخلط بين القراءات السبعة والأحرف السبعة، إلى جمع ابن مجاهد (ت٣٢٤ هـ) للقراءات السبع، ومن ثم يقول أحد الباحثين، وهو الدكتور محمد الحبش: وأحب هنا أن أوضح رأي العلامة الجليل الخليل بن أحمد الفراهيدى، فهو بلا ريب إمام العربية وحجة النحاة، ولاشك أن انفراده بالرأى هنا لم ينتج من قلة إحاطة أو تدبر، ومثله لا يقول الرأى بلا استبصار، وانفراد مثله برأي لا يلزم منه وصف الرأي بالشذوذ أو الوهن٠
وغير غائب عن البال أن الخليل بن أحمد الفراهيدى الذي توفي عام ١٧٠ هـ لم يدرك عصر تسبيع القراءات، حيث لم تشتهر عبارة القراءات السبع إلا أيام ابن مجاهد، وهو الذي توفي عام ٣٢٤ هـ٠