واعترض على هذا الرأى بأنه يترتب عليه أن يكون عثمان رضى الله عنه قد نسخ الأحرف الستة التى توفى رسول الله ﷺ وهى مما يقرأ بها٠ وأجيب عن ذلك بأن ذلك لا يعد نسخا ولا رفعا ولا إهمالا من الأمة للأحرف الستة الأخرى لأن الأمة قد أمرت بقراءة القرآن وخيرت فى قراءته بأى من الأحرف السبعة ولم يجب عليها قراءته بجميعها، فاختيار حرف منها لا يعد جرما ولا نسخا للأحرف الباقية خاصة أن الحاجة قد دعت إلى ذلك بعد وقوع الاختلاف والتنازع بين الصحابة فى فتح أرمينية وأذربيجان، الأمر الذى اضطر عثمان معه إلى جمع المصحف وكتابته بحرف قريش لأن لغة قريش كانت تعتبر مركزا لسائر اللغات العربية، بسبب موقع البيت الحرام ببلدهم مكة المكرمة وانتقال سائر القبائل إليهم لحج البيت٠
وبعد هذا العرض يتضح لنا أنه ما من رأى إلا واعترض عليه بما قد عرفت غير أن الرأيين الأخيرين هما أولى الآراء والأخير منهما أولى الرأيين من وجهة نظرى والله أعلم٠ ويترتب على هذا الرأى الذى رجحته أن يكون الثابت الآن فى المصحف هو حرف قريش دون غيره، وعلى الرأى الذى سبقه يكون الثابت فى المصحف العثمانى هو ما احتمله هذا الرسم من الأحرف السبعة٠
من فوائد نزول القرآن على سبعة أحرف:


الصفحة التالية
Icon