الفئة القليلة، ألا يحصل للقلوب فتنة؟ يحصل فتنة، ليست مرور عشر، عشرين سنة، خمسين سنة، مائة سنة. مرّت مائة، مائتان، ثلاثمائة، أربعمائة، خمسمائة، ألف سنة إلا خمسين عاما، وثم جاء فرج الله جل وعلا، إذن فقد يفتتن المرء بطول مكث الأعداء، فهذه السورة نبهت المؤمن الصادق، ؟وَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنَافِقِينَ؟[العنكبوت: ١١]، وقال في الآية التي قبلها (فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا)؛ (الم(١)أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ(٢)وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ) متى يعلم؟ إذا عُرضت الفتن فنجى.
فإذن موضوع السورة عندنا الفتنة، حتى قصة النبي كان مرجعها إلى الفتنة بما ينجيك أنت من الفتنة التي تطاولت، بعض الناس يظن أن أمر الله جل وعلا يحصل له كما يريد، لا، حكمة الله ماضية، الله جل وعلا يبتلي كما ابتلى نوح عليه السلام وقومه بأنه مكث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما، ومع ذلك لم يستجب منهم إلا القليل، هذا نوع من الافتتان، المخرج منه في هذه السورة وهو الصبر (فَأَنجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْنَاهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ).


الصفحة التالية
Icon