القوة أيضا فتنة، المجادلة والحوار، الآن يطرح في كثير من الأحيان مباحث الحوار، الحوار مع النصارى، الحوار بين الحضارات، الحوار بين الديانات، الحوار بين المذاهب، الحوار بين الملل، إلى آخره، وهذا الحوار نوع من الفتنة، والآن تبثه بعض القنوات الفضائية؛ لأن فيه تأثيرا على من قلبه ضعيف، يرى ملل ونحل، وهذا يعبد كذا وهذا يعبد كذا، قد يشك ويفتتن، لكن المؤمن الصادق يعلم أن هذا التنوع وهذا التعدد وهذا الاختلاف إنما هو دليل من أدلة أنّ الحق واحد، وأنّ هؤلاء كما قال جل وعلا ؟عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ(٣)تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً؟[الغاشية: ٣-٤] أرادوا الطريق إلى الله جل وعلا فأخطؤوا، لكن موضوع الحوار يحاول المرء أو لا يحاول؟ يجادل أم لا يجادل؟ هذه قد تعرض عن المرء هذه الفتنة، ولكن من الذي يجادل ومن عنده علم، وليس كل أحد، ولهذا ذُكر كما يعلم بعضكم أنّ أناسا جادلوا، إما جادلوا ملحدا، أو جادلوا غير مسلم أو نصراني أو يهودي، أو جادلوا صاحب ملة من الملل أو مذهب من المذاهب الضالة، أو نحو ذلك، فربما غلب، أو ربما كان أقوى فوقع الافتتان في الناس، الله جل وعلا في هذه السورة بين أن الفتنة تقع إذا لم يكن الحوار من عالم وبالتي هي أحسن فقال جل وعلا ؟وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ(٤٦)وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ؟[العنكبوت: ٤٦-٤٧] إلى أنْ قال جل وعلا ؟بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ؟[العنكبوت: ٤٩] –نستمع للأذان-.


الصفحة التالية
Icon