فما رأي فضيلتكم؟
هذا وجيه، لكن السبب الثاني لا نحب أن يدخل الناس فيه؛ لأنه «من قال في القرآن برأيه فقد أخطأ ولو أصاب»، وفي الحديث الآخر «من قال في القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار»، أبو بكر رضي الله عنه يقول: أي سماء تظلني وأي أرض تقلني إذا أنا قلت في كتاب الله ما لا أعلم.
فإذن الأصل في هذه كما ذكرت لك لا يكون اجتهادا مجردا، وإنما يكون استقراء كلي أو أغلبي، أما مجرد الاجتهاد ظهر له بادر، بادر الرأي أو عاجل الرأي، وقال هذه السورة موضوعها كذا، هذا فيه تجني على القرآن، ولهذا قد يقال أنه يقال من جهة تنزيل القرآن أن القرآن محكم كل سورة لها مقصد علمها من علمها وجهلها من جهلها من جهلها وأن الآية بينها وبين ما قبلها وبعدها تناسق وتناسب علمه من علمه وجهله من جهله وأن في ذلك دلالة على إعجاز القرآن العظيم، هذا قد يقال من جهة العموم، لكن بالقيد الذي ذكرنا أنه لا يُقبل من كل أحد أن يقتحم هذا الباب. نعم
٣/ يقول هل هناك علاقة بين التفسير الموضوعي للقرآن وبين علم المقاصد للسور؟
التفسير عند المتأخرين يعني في القرن الأخير هذا، جُعل منه التفسير الموضوعي، ومنه التفسير التحليلي، هذا تقسيم خاص تعليمي.
ويراد بالتفسير التحليلي كما تقرأ في تفسير ابن كثير وتفسير ابن جرير؛ يعني الآية وتفسيرها والكلمات وتحليلها لغة ونحوا إلى آخره أو بيان سبب النزول يعني كل آية تأخذ على حدا، تفسير السورة تفسيرا تحليليا.
أما التفسير الموضوعي فيراد به موضوع في القرآن يعني مثلا توحيد الربوبية في القرآن، القرآن في هذا الموضوع توحيد الربوبية، الفتنة في القرآن الوسطية في القرآن، العدل في القرآن، الظلم في القرآن، قصص الأنبياء في القرآن، هذا يسمى تفسير موضوعي، بمعنى أن يأتي إلى موضوع فيجمع كل ما فيه من الآيات، ثم يقسم ذلك تقسيما منهجيا ويتحدث عنه.