أما الوقفة الأولى: فهي المتعلقة بأن المسيح الدجال هو أمة وليس فرداً، وهذا يخالف ما ثبت من صحاح الأحاديث المتعلقة بموضوع الدجال، والكلام الذي يقوله الكاتب هنا يخالف ما أجمعت عليه الأمة، تبعاً لتلك الأحاديث من أن المسيح الدجال هو شخص معين يجري الله تعالى على يديه بعض الخوارق الظاهرة والعجائب امتحاناً للناس في آخر الزمان. وما ذكره الإمام مسلم في صحيحه وبخاصة في قصة الجساسة مما لا يمتري فيه من له نصيب من العلم على أن الدجال شخص وليس أمة(١). وقد وقع في كتب الحديث وشروحها ذكر الدجال في أكثر من (٢٢٧٥) مرة بالإفراد(٢) فليس يعقل بعد هذا أن يقال إن هناك صوارف تصرف هذه الأعداد عن الوحدة إلى الأمة. ولم يثبت لأحد على الإطلاق أن شهد في أحاديث الدجال ما يصرفها عن معين إلى أمة. فمن أين جاء هذا الكاتب بهذا الذي صرف به أحاديث الدجال إلى الأمم الغربية المسيحية؟
الوقفة الثانية: الحديث الذي ذكره عن الدجال وحماره
ذكر الكاتب حديثاً بلفظ:" إن المسيح الدجال يأتي إلى بلاد المسلمين راكباً حماراً طوله سبعون ذراعاً ويخرج من إسته نار وصوته يدوي في الخافقين" إن الذي يظهر لي من قراءة الكتاب أن هذا الحديث المزعوم هو الذي بنى الكاتب عليه كتابه، وجعله يفسر سورة الكهف تفسيراً لم يسبقه إليه أحد، وقد ذكرت عدة روايات لهذا الحمار الذي يركبه الدجال. فمنها ما ذكره ابن كثير في مواضع متعددة من كتابه النهاية في الفتن والملاحم على النحو الآتي:
(٢) إحصاء عن طريق الحاسب