... وفي موضع آخر يذكر عن ابن كثير في تفسير قوله تعالى (وإذ قال موسى لفتاه...) (٦٠: الكهف) الحديث المشهور في قصة موسى والخضر عليهما السلام يذكره على النحو التالي : يقول :" وعلى سبيل المثال، فدونكم تفسير ابن كثير، أورد عدة روايات ألخصها لكم بألفاظي وبعض ألفاظه خشية إدخال الملل على نفس القارئ فروايات ابن كثير صورت لنا أن فتى موسى هو يوشع بن نون، وأن العبد الصالح هو الحضر الذي وجداه مسجى عند صخرة. ويعللون هذه القصة بأن إسرائيليا سال موسى الذي وقف في قومه يذكرهم بآلاء الله عليهم، سأله : وهل على الأرض أحد اعلم منك يا نبي الله ؟ أجاب موسى بلا، فبعث الله جبرائيل إلى موسى عليه السلام فقال : إن الله يقول : وما يدريك أين أضع علمي ؟ بلى إن لي على شط البحر رجلا هو اعلم منك. قال ابن عباس : هو الخضر. فسأل موسى ربه أن يريه إياه. فأوحى إليه أن ائت البحر، فانك تجد على شط البحر حوتا فخذه فادفعه إلى فتاك، ثم الزم شاطئ البحر. فإذا نسيت الحوت وهلك منك، فثمّ تجد العبد الصالح الذي تطلب. فلما طال سفر موسى نبي الله ونصب فيه سال فتاه عن الحوت. فقال له فتاه وهو غلامه (أرأيت إذ أوينا إلي الصخرة) فإني نسيت الحوت، وما أنسانيه الا الشيطان أن اذكره لك. فرجع موسى حتى أتى الصخرة. فوجد الحوت، فجعل الحوت يضرب في البحر ويتبعه موسى حتى انتهى به الحوت إلى جزيرة من جزائر البحر، فلقي موسى الخضر فيها وجرى معهم ما جرى " وبعد أن يذكر هذا الحديث بالطريقة التي نقلتها عنه يقول: "ولا بد أن يشعر القارئ وهو يستمع إلى هذه القصة التي نقلتها عن ابن كثير، أنه يقرأ أسطورة أو قصة خرافية وهمية لا يجد لها أصلاً في تاريخ موسى جميعه كما أنه لا يلاحظ أية رابطة تربط هذه القصة بالآيات قبلها.. هذا وإني تدبرت التوراة المعاصرة، وجميع سور القرآن المجيد، فلم أعثر في أي منهما على ما يشابه هذه القصة المذكورة هنا وبمفهومها


الصفحة التالية
Icon