فأمر عباده المؤمنين أن يتقوه بفعل ما أمروا به، وترك ما نُهوا عنه، وأن يكونوا مع الصادقين مع أصحاب رسول الله *، أهل الصدق والإيمان، وقد جاء في آية صفات المهاجرين في سورة الحشر وصفهم بالصدق، قال الله تعالى فيهم: ﴿ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ ﴾ [الحشر: ٨].
وفي صحيح البخاري (٦٠٩٤) ومسلم (٦٦٣٩) واللفظ له عن عبد الله بن مسعود > قال: قال رسول الله *: (( عليكم بالصدق، فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنّة، وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً، وإياكم والكذب، فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذّاباً )).
ـ قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ ﴾ [التوبة: ١٢٣].
في هذه الآية الكريمة الأمر بالجهاد في سبيل الله وقتال الكفار، الأقرب فالأقرب، والأدنى فالأدنى منهم، وهذا هو الصحيح في معنى قوله تعالى: ﴿ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا ﴾ [الرعد: ٤١]، أي: بفتح المسلمين لبلاد الكفار شيئا فشيئاً، حكى ابن كثير في تفسيره عن ابن عباس { أنه قال: (( أولم يروا أنا نفتح لمحمد * الأرض بعد الأرض )). ثم ذكر أقوالاً أخرى وقال: (( والقول الأول أولى وهو ظهور الإسلام على الشرك قرية بعد قرية )).


الصفحة التالية
Icon