في هاتين الآيتين الكريمتين بيان أن أولياء الله هم المؤمنون المتقون وهم الذين آمنوا بربوبية الله وألوهيته وأسمائه وصفاته، واتقوه بامتثال أوامره، واجتناب نواهيه، وكل من كان مؤمناً تقياً فهو ولي لله، وليست الولاية مقصورة على أفراد تدَّعى فيهم الولاية، ويُغلى فيهم حتى يُصرَف لبعضهم ما لا يُصرف إلاّ لله.
قال ابن كثير في تفسير هذه الآية: (( يخبر تعالى أن أولياءه هم الذين آمنوا وكانوا يتقون كما فسرهم بهم، فكل من كان تقياً كان لله ولياً، فـ ﴿ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ ﴾ أي: فيما يستقبلونه من أهوال الآخرة، ﴿ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ على ما وراءهم في الدنيا )).
سورة هود
ـ قوله تعالى: ﴿ وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ﴾ [هود: ٦].
أخبر الله تعالى في هذه الآية أن كل دابة تدبُّ في الأرض في البر والبحر، أنه متكفّل برزقها، ويصل إليها ما كتبه الله لها، وأنه يعلم مستقرها ومستودعها، ومستقرُّها: حيث تأوي. ومستودعُها: حيث تموت. وقيل: مستقرّها: في الأرحام. ومستودعها: في الأصلاب. حكاهما ابن كثير عن ابن عباس {.


الصفحة التالية
Icon