وكل هذه الدواب وحركاتها وسكناتها وأرزاقها في كتاب مبين، هو اللوح المحفوظ، كما قال الله - عز وجل - :﴿ مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا ﴾ [الحديد: ٢٢]، وقال: ﴿ وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ﴾ [الأنعام: ٣٨]، وفي سنن ابن ماجه (٢١٤٤) بإسناد حسن عن جابر بن عبد الله > قال: قال رسول الله *: (( أيها الناس اتقوا الله وأجملوا في الطلب، فإن نفساً لن تموت حتى تستوفي رزقها وإن أبطأ عنها، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب، خذوا ما حلّ ودعوا ما حرم )). وانظر السلسلة الصحيحة للألباني ~ (٢٦٠٧). وعن عمر > قال: قال رسول الله *: (( لو أنكم كنتم توكلون على الله حقَّ توكّله لرُزقتم كما يُرزق الطير تغدو خماصاً وتروح بطاناً )). وهو حديث صحيح، رواه الترمذي (٢٣٤٤) وغيره، وانظر السلسلة الصحيحة للألباني ~ (٣١٠).
وقال الشاعر:

لو كان في صخرة في البحر راسية صمّاء ملمومة مُلْس نواحيها
رزق لعبد براه الله لانفلقت حتى تؤدي إليه كل ما فيها
أو كان تحت طباق السبع مطلبها لسهّل الله في المرقى مراقيها
حتى تؤدي الذي في اللوح خُطّ له إن هيْ أتته وإلاّ سوف يأتيها
ـ قوله تعالى: ﴿ فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴾ [هود: ١١٢].


الصفحة التالية
Icon