وقال القرطبي: (( قال ابن عباس: ما نزل على رسول الله * آية هي أشد ولا أشق من هذه الآية، ولذلك قال لأصحابه حين قالوا له: لقد أسرع إليك الشيب، فقال: شيّبتني هود وأخواتها )).
سورة يوسف
ـ قوله تعالى: ﴿ قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾ [يوسف: ١٠٨].
أمر الله نبيه * في هذه الآية الكريمة أن يخبر الناس أن الدعوة إلى عبادة الله وحده لا شريك له، وإخلاص العبادة له هي سبيله وسبيل أتباعه الذين يسيرون على نهجه، وأن هذه الدعوة على علم وبصيرة، وهكذا تكون الدعوة عن علم بما يدعو الداعي إليه.
قال ابن كثير في تفسير هذه الآية: (( يقول تعالى لعبده ورسوله * إلى الثقلين: الجن والإنس، آمراً له أن يخبر الناس أن هذه سبيله أي طريقه ومسلكه وسنّته، وهي الدعوة إلى شهادة أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، يدعو إلى الله بها على بصيرة من ذلك ويقين وبرهان، هو وكلّ من اتبعه إلى ما دعا إليه رسول الله * على بصيرة ويقين وبرهان شرعي وعقلي.
وقوله: ﴿ وَسُبْحَانَ اللَّهِ ﴾ أي: وأنزه الله وأجلّه وأعظّمه وأقدّسه عن أن يكون له شريك أو نظير، أو عديل أو نديد، أو ولد أو والد، أو صاحبة أو وزير أو مشير، تبارك وتقدّس وتنزّه وتعالى عن ذلك كلّه علواً كبيراً، ﴿ تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا ﴾ )).
ـ قوله تعالى: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى ﴾ [يوسف: ١٠٩].


الصفحة التالية
Icon