اختار ذلك ابن جرير في تفسيره وعزاه إلى ابن عباس وابن مسعود وسعيد بن جبير ومجاهد والضحاك بأسانيده إليهم. وروى بإسناده أن مسلم بن يسار سأل سعيد بن جبير، فقال: (( يا أبا عبد الله، آية بلغت مني كل مبلغ: ﴿ حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا ﴾ فهذا الموت، أن تظنّ الرسل أنهم قد كُذبوا، أو نظنّ أنهم قد كذبوا. قال: فقال سعيد بن جبير: يا أبا عبد الرحمن، حتى إذا استيأس الرسل من قومهم أن يستجيبوا لهم، وظنّ قومهم أن الرسل كذبتهم ﴿ جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ ﴾. قال: فقام مسلم إلى سعيد فاعتنقه وقال: فرّج الله عنك كما فرّجت عنّي )).
سورة الرعد
ـ قوله تعالى: ﴿ لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِن اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ ﴾ [الرعد: ١١].
معنى الآية ـ والله أعلم ـ: أن للعبد ملائكة موكلين بحفظه، وحفظُهم إياه من أمر الله لهم بذلك، وقيل: (( مِن )) بمعنى الباء، أي: يحفظونه بأمر الله.