وقد قال الله - عز وجل - :﴿ وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آَمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ ﴾ [النحل: ١١٢].
وشكر الله على النعم يكون بالإقرار بها والتحدّث بها، وحمد الله عليها، وصرفها في طاعته تعالى، وما يقرّب إليه.
ونعم الله - عز وجل - لا تُعد ولا تُحصى، كما قال الله - عز وجل - :﴿ وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ﴾ [النحل: ٥٣]، وقال: ﴿ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ﴾ [إبراهيم: ٣٤]. وأعظم النعم نعمة الإسلام والهداية إلى الصراط المستقيم. ومن النعم: نعمة المال، والرزق، والولد، والصحة، والعافية، وغيرها، وقد قال *: (( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصّحّة والفراغ )) رواه البخاري (٦٤١٢).
والقدوة والأسوة في شكر النعم: نبينا محمد *؛ فقد غفر الله له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر، وكان يقوم من الليل حتى تتفطّر قدماه، ولما قالت له عائشة < في ذلك، قال: (( أفلا أحب أن أكون عبداً شكوراً )) رواه البخاري (٤٨٣٨) ومسلم (٧١٢٦).


الصفحة التالية
Icon