ـ قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [النور: ٢١].
نهى الله عباده المؤمنين في هذه الآية عن اتباع خطوات الشيطان، وهي طرائقه ومناهجه ومسالكه، وأخبر أن من كان كذلك، فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر، كما قال الله - عز وجل - :﴿ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ ﴾ الآية [التوبة: ٦٧]. ونقل ابن كثير في تفسيره عن قتادة أنه قال: (( كل معصية فهي من خطوات الشيطان )). وخطوات الشيطان هي السبل المخالفة للصراط المستقيم، وقد نهى الله عن اتباعها بقوله: ﴿ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [الأنعام: ١٥٣]، ثم أخبر تعالى أن ما يحصل من هداية واستقامة، فهي بفضل الله - عز وجل - على من يشاء من عباده، وأنه لولا فضل الله - عز وجل - ورحمته لم يهتد من اهتدى، كما قال الله - عز وجل - :﴿ مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا ﴾ [الكهف: ١٧].


الصفحة التالية
Icon