ناقته خلبة وهو يلبي )) رواه مسلم (٤٢٠).
وقد أطلع الله بالوحي نبينا * على كثير من الغيوب ولم يطلعه على كل غيب؛ لأن علم الغيب على الإطلاق لا يكون إلاّ لله - عز وجل -، ولم يكن النبي * يعلم براءة عائشة < من الإفك الذي رُميت به إلاّ بعد نزول آيات تتلى من سورة النور، وقد قال * لعائشة: (( يا عائشة! فإنه بلغني عنك كذا وكذا، فإن كنت بريئة فسيبرئك الله، وإن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله وتوبي إليه )) رواه البخاري (٢٦٦١) ومسلم (٧٠٢٠).
وكذا لم يكن النبي * يعلم مكان العقد الذي فقدته عائشة وكانت معه في سفر، فأقام رسول الله * على التماسه وأقام الناس معه وليسوا على ماء، فلما أصبحوا نزلت آية التيمم، ولما أثاروا الجمل الذي كانت تركبه عائشة وجدوا العقد تحته، أخرجه البخاري (٣٣٤) ومسلم (٨١٦)، ولو كان رسول الله * يعلم الغيب لأخبرهم من أول الأمر أن العقد تحت الجمل ولم يقيموا لالتماسه، وقال *: (( إنكم تختصمون إلي، ولعلّ بعضكم ألحن بحجته من بعض، فمن قضيت له بحق أخيه شيئاً بقوله فإنما أقطع له قطعة من النار فلا يأخذها )) رواه البخاري (٢٦٨٠) ومسلم (٤٤٧٣)، ولو كان * يعلم الغيب لعرف المحق من المبطل من المتخاصمين، ولما قالت جارية: وفينا نبي يعلم ما في غَد، قال لها *: (( دعي هذه، وقولي بالذي كنت تقولين )) رواه البخاري (٥١٤٧)، وثبت أنه * لا يعلم بعد موته بما حصل من أصحابه بعده، قال *: (( ليردنَّ عليَّ ناس من أصحابي الحوض، حتى إذا عرفتهم اختُلجوا دوني، فأقول: أصحابي! فيقول: لا تدري ما أحدثوا بعدك )) رواه البخاري (٦٥٨٢) ومسلم (٥٩٩٦)، والمراد بهؤلاء الأصحاب من ارتدّ بعد موته * وقُتل على أيدي الجيوش التي بعثها أبو بكر > لقتال المرتدّين.
وأما قول البوصيري في البردة:



الصفحة التالية
الموسوعة القرآنية Quranpedia.net - © 2025
Icon
فإن من جودك الدنيا وضرتها ومن علومك علم اللوح والقلم